حذّر أستاذ البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور علي عدنان عشقي من خطورة التلوث المتزايد الذي تتعرض له مدينة جدة، مشيراً إلى أن ضخ مياه الصرف الصحي في البحر بالطريقة الحالية يمكن أن يضاعف خطر انتشار الأمراض.
وقال لصحيفة "اليوم" السعودية: "لا يمكن تجاهل القلق المصاحب لإصابات الكورونا هذه الأيام، مع توافر مناخ يهدد بانتشاره وتخوفات من أوبئة أخرى تنتقل فيروساتها بسهولة في البيئة الرطبة والأجواء المهيأة أصلاً لتواجدها. وليس بعيداً من ذلك فيروس حمى الضنك الذي يستوطن عروس البحر الأحمر، ومعدلات مرتفعة من أمراض الحساسية بأنواعها، وأكثر من 600 حالة سرطان سنوياً".
ولفت إلى ما تتعرض له الشواطئ من الكوارث المسكوت عنها، التي تتمثل في ظاهرة المد الأحمر بسبب ضخ مياه الصرف الصحي إلى البحر، الذي زاد حجم المشكلة ويساهم في التلوث البيئي وخاصة في نفوق الكائنات البحرية التي تتعرض للتسمم. وطالب بحلول إنقاذية ومعالجة جذرية لتصريف مياه المجاري، موضحاً أن الحجم الكبير من المياه الآسنة التي تصب في البحر توفر السماد للطحالب، وأن ظاهرة المد الأحمر ناتجة عن إفراز بعض العضويات البحرية سموماً قاتلة، وقد أصبحت مستوطنة في سواحل جدة التي ارتفعت فيها نسبة التلوث بمياه الصرف الصحي.
وأشار عشقي أيضاً إلى "معاناة مسيئة للسياحة الشاطئية، ومن يعرف جدة لا ينسى تلك الروائح الكريهة التي تعكر صفو الترفيه ولا تشجع متعة البقاء في أطراف الكورنيش".