يبدو أن الآذان الكبيرة التي تميّز الأفيال لا تتناسب مع حجمها فقط، بل تساعدها على تمييز ما إذا كان اقتراب أي بشري يمثل تهديداً، وذلك من خلال الاستماع إلى صوته وتحليل عمره وجنسه وعرقه.
بعدما أسمعوا أفيالاً برية في كينيا تسجيلات لأصوات بشرية، وراقبوا كيفية تفاعلها معها، أكد باحثون من جامعة ساسكس البريطانية وجمعية «أمبوسيلي للأفيال» الكينية في دراسة نُشرت هذا الأسبوع في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم، أن «النتائج أظهرت أن الأفيال يمكنها التمييز على نحو موثوق بين جماعتين عرقيتين مختلفتين تشكلان مستوى مختلفاً من التهديد".
وذكرت الدراسة أن قطيع أفيال كان أكثر ميلاً إلى التجمع معاً في وضع دفاعي بعد بث أصوات لأشخاص من جماعة «ماساي»، التي اصطادت الأفيال لعقود، مقارنة مع أصوات جماعات أخرى.
ووفقاً للدراسة، فإن الأمر الأكثر إدهاشاً هو أن هذه الاستجابات كانت محددة لجنس وعمر الماساي، موضحة أنها تراجعت لدى سماع الأفيال أصوات النساء والأطفال من القبيلة، الذين يشكلون عادة خطراً أقل بالنسبة إليها.
واعتبر الباحثون أن النتائج «قدمت أول إثبات على أن الأفيال تستطيع التمييز بين الأصوات البشرية»، مرجحين أن تكون حيوانات أخرى تحاول الهرب من الصيادين قد طورت هذه المهارة.