(رويترز) - تناول قادة مجموعة البريكس للدول النامية، يوم الإثنين، في اليوم الأخير من قمتهم في ريو دي جانيرو، التحديات المشتركة للاحتباس الحراري، مطالبين الدول الغنية بتمويل جهود تخفيف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الدول الفقيرة.
في كلمته الافتتاحية، انتقد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلڤا، الذي سيستضيف قمة الأمم المتحدة للمناخ في تشرين الثاني (نوفمبر)، إنكار حالة الطوارئ المناخية، منتقداً بشكل غير مباشر قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بانسحاب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015.
من جهته، انتقد ترامب يوم الأحد الانتقادات المُبطّنة الصادرة عن مجموعة البريكس، متهماً إياها بانتهاج "سياسات معادية لأميركا" ومهدداً إياها بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10 في المئة. إلا أن أعضاء البريكس رفضوا اتهامه، وأكدوا التزامهم بعالم متعدد الأطراف.
وفي تصريحاته أمام القادة في قمة ريو، حثّ لولا على تحوُّل عالمي بعيداً عن الوقود الأحفوري، المُحرّك الرئيسي لتغيّرُ المناخ.
لكن بياناً مشتركاً صادراً عن قادة البريكس صدر يوم الأحد، أكّد أن النفط سيظلّ يلعب دوراً هاماً في مزيج الطاقة العالمي، لاسيما في الاقتصادات النامية، في إشارة أخرى إلى أن مجموعة البريكس، التي تزداد تنوعاً، تواجه تحديات في إيجاد موقف موحّد بشأن القضايا الرئيسية.
وقالت وزيرة البيئة البرازيلية، مارينا سيلڤا، على هامش القمة، رداً على سؤال حول خطط استخراج النفط قبالة سواحل غابات الأمازون المطيرة: "نعيش في لحظة تناقضات كثيرة في العالم أجمع. المهم هو أننا مستعدون للتغلب على هذه التناقضات".
في بيانهم المشترك، أكد قادة مجموعة البريكس أيضاً أن توفير التمويل المناخي "مسؤولية تقع على عاتق الدول المتقدمة تجاه الدول النامية"، وهو الموقف المتعارف عليه للاقتصادات الناشئة في المفاوضات العالمية.
لكن إعلانهم أشار أيضاً إلى دعم المجموعة لصندوق اقترحته البرازيل لحماية الغابات المهددة بالانقراض - وهو مرفق الغابات الاستوائية إلى الأبد - كوسيلة تُمكّن الاقتصادات النامية من تمويل جهود التخفيف من آثار تغيُّر المناخ بما يتجاوز المتطلبات الإلزامية المفروضة على الدول الغنية بموجب اتفاقية باريس.
وقد أشارت الصين والإمارات في اجتماعات مع وزير المالية البرازيلي فرناندو حداد في ريو إلى عزمهما الاستثمار في الصندوق، وفقاً لما ذكره مصدران مطلعان على المناقشات لرويترز الأسبوع الماضي.
كما انتقد البيان المشترك لقادة مجموعة البريكس سياساتٍ مثل ضرائب الكربون الحدودية وقوانين مكافحة إزالة الغابات، التي اعتمدتها أوروبا مؤخراً، لفرضها ما وصفوه بـ"تدابير حمائية تمييزية" بذريعة المخاوف البيئية.