عاشت العاصمة السعودية مساء السبت - الأحد ليلة ماطرة وعاصفة، بعدما دهمتها سحب كثيفة صبغت سماءها باللون الأحمر، أعقبها هطول غزير للأمطار أدى إلى شبه شلل في حركة السير في المدينة، ما دفع بوزارة التربية والتعليم إلى إعلان تعليق الدراسة في مدارس الرياض والمحافظات المجاورة.
ووفق موقع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، قد يستمر هطول أمطار رعدية على مناطق شرق المملكة وأجزاء من وسطها، بما يشتمل العاصمة، وعلى أجزاء في الشمال.
وأوضح مدير إدارة الإعلام في الدفاع المدني العقيد عبدالله العرابي الحارثي أن عدد المفقودين حتى صباح أمس ثلاثة أشخاص، فيما بلغ عدد المحتجزين الذين تم إنقاذهم 98 شخصاً في الرياض وما حولها. وأشار إلى أن غالبية الاحتجازات كانت داخل المركبات، إذ بلغ عدد السيارات التي تم إخراجها 148 سيارة، منها 101 سيارة في مدينة الرياض و47 سيارة في بقية المحافظات.
وعقد أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز اجتماعاً للمسؤولين في منطقة الرياض، لعرض الأعمال الميدانية للجهات المعنية في تصريف مياه الأمطار والسيول التي تشهدها المنطقة خلال هذه الأيام. وشدد على اتخاذ كل التدابير العاجلة واللازمة التي تضمن السيطرة على أماكن تجمع مياه الأمطار وتصريفها حفاظاً على سلامة المواطنين وممتلكاتهم.
وعلى رغم المؤشرات الطبيعية التي سبقت هطول الأمطار بأكثر من ساعة، إلا أن شوارع العاصمة لم تأبه بالإنذارات الصوتية والضوئية، برقاً ورعداً. وما أن فتحت السماء أبوابها بالمطر الغزير حتى فاضت الشوارع وتعرضت الحركة المرورية إلى شبه شلل، وغمرت المياه الأنفاق وأغلقتها، وانطلقت عمليات إنقاذ المحتجزين العالقين في تجمعات للمياه، لتحيي الأمطار الغزيرة «عقدة المطر» لدى سكان الرياض.
ودعت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين والمقيمين إلى أخذ الحيطة والحذر وتجنب الذهاب إلى الأودية ومصارف السيول في مناطق المملكة، تحسباً لهطول الأمطار من متوسطة إلى غزيرة أو تحرك للسيول المنقولة.
وعادة ما تشهد المملكة ذات المناخ الصحراوي أمطاراً غزيرة في فصل الشتاء. وكانت كارثة السيول عام 2009 أدت إلى وفاة 120 شخصاً.