في إطار سعي هيئة البيئة–أبوظبي لتبنّي التقنيات الحديثة والمبتكرة ضمن برامجها الهادفة لتعزيز استدامة التنوُّع النباتي في أبوظبي، نفّذت الهيئة، بالتعاون مع شركة ديندرا، برنامجاً شاملاً لتقييم حالة الموائل الطبيعية البرية في أبوظبي.
قامت الهيئة بتطوير برنامج دراسات تفصيلية يشتمل على تقييم دقيق لحالة الغطاء النباتي الطبيعي للشجيرات في الموائل المتواجدة ضمن المحميات الطبيعية وخارجها، وقياس مدى التغيُّرات التي تطرأ على تنوُّع النباتات المحلية وانتشارها عبر ربطها بالاستخدامات البشرية، حيث تم تنفيذ هذا البرنامج ومتابعته من قبل فريق متخصص من الكفاءات الوطنية الشابة من هيئة البيئة وشركة ديندرا المتخصصة في إجراء الدراسات البيئية باستخدام وسائل وتقنيات الذكاء الصناعي وبرامج جمع البيانات عن طريق المستشعرات الذكية المزودة للطائرات بدون طيار.
ويُعتبر هذا البرنامج أكبر برنامج بحثي ميداني يتم تنفيذه على مستوى المنطقة، حيث تمكنت الهيئة على مدى أكثر من 6 شهور من العمل المتواصل، من تغطية مساحة إجمالية تبلغ 11 ألف هكتار موزعة على مجموعة من المناطق كعينة مساحية ممثلة للغطاء النباتي الحرج والأكثر عرضة للتهديدات البيئية الناجمة عن الاستخدامات البشرية والتغيُّرات المناخية، وستسهم البيانات التفصيلية الناتجة من البرنامج بإعطاء تصور أكثر وضوحاً للقيادة الأمر الذي من شأنه أن يعزز من عملية اتخاذ القرارات المناسبة للتعامل مع هذه الضغوطات بشكل استباقي.
وبالإضافة إلى عمليات المراقبة والبحوث الميدانية، تم تطوير منصة ذكية لقاعدة البيانات الجغرافية لتوثيق كافة معلومات المشروع، حيث تتيح هذه المنصة القدرة على إصدار تقارير فورية وتحليلات إحصائية دقيقة، كما وقامت الهيئة تبعاً لتصميم الدراسات الأولي بتنفيذ إجراءات لنثر بذور من أنواع النباتات المحلية باستخدام الطائرات بدون طيار القادرة على حمل وزن إجمالي يبلغ 70 كيلوغرام ونشرها في 3 مناطق في أبوظبي تبلغ مساحة كل منها 380 هكتار بهدف مراقبة مدى استجابة هذه البذور للتجدد الطبيعي المرتبط بمعدلات هطول الأمطار ونوع التربة، حيث سيقوم فريق العمل بإجراء دراسة سنوية لنفس مناطق النثر لقياس معطيات نجاح الانبات الطبيعي في هذه المناطق.