صدر العدد 305 من مجلة "البيئة والتنمية" لشهر آب (أغسطس) 2023، وهو متوفّر مجاناً عبر موقعنا الالكتروني
www.afedmag.com
موضوع الغلاف لهذا العدد بعنوان "العمارة التقليديّة والتكيُّف مع تغيُّر المناخ". عبر آلاف السنين كانت المساكن تُبنى من مواد طبيعية محلية توافِق مناخ وجغرافيا مناطقها ومجموعة العادات والتقاليد الثقافية لمجتمعاتها. وتنطوي المعارف المتوارثة في البناء على مجموعة من الأساليب العمرانية المميزة، وبينها الكثير من التصاميم التي تقوم على الموارد والخبرات المحلية التي يُمكن توظيفها بنجاح في التكيُّف مع تغيُّر المناخ.
كذلك يتضمن العدد مقالاً بعنوان "الأبنية المحايدة مائياً"، فمع تواتر الجفاف واتساع نطاقه نتيجة تغيُّر المناخ، يزداد الاتجاه عالمياً نحو الحلول التي تعتمد اللامركزية في معالجة الصرف الصحي وتوفير المياه لإعادة استخدامها من جديد. وتُعرف هذه الحلول أيضاً بأنظمة المياه الموزّعة، أو أساليب إعادة تدوير المياه في الموقع، ويجري تطويرها كاستراتيجية رائدة في إطار الجهود المبذولة لجعل المياه أكثر استدامة. وفي العدد أيضاً مقال بعنوان "مناجم في المحيطات"، حيث تتعرض عوالم ما تحت الماء لمخاطر لا حصر لها ناتجة عن النشاط البشري، وقد تكون عمليات التعدين الوشيكة قاصمة للنظم البيئية والكائنات البحرية التي لا يزال أكثرها مجهولاً. كما يتضمّن العدد مقالاً بعنوان "جائزة مؤسسة الأمير ألبرت الثاني للتصوير البيئي 2023" ومجموعة من الصور المميزة.
وفي افتتاحية العدد بعنوان "مصنع تدوير الألواح الشمسية يفضح المشككين"، يتطرّق رئيس التحرير نجيب صعب إلى الحملة المتعدّدة الأوجه ضد الطاقات المتجدّدة والتي تذكّر بالحملة ضد الغاز الطبيعي، عندما بدأ استخدامه يتوسّع في ستينات القرن الماضي. ويقول صعب أنه فيما إن التحذير من مخاطر صناعة الطاقات المتجدّدة اليوم، كما من الغاز الطبيعي في الماضي، له ما يبرّره، إلا ان الممارسة أثبتت عبر السنين أنه يمكن حصر هذه المخاطر، من خلال تدابير السلامة والأمان. وفيما أن الصحيح أيضاً أن إنتاج الألواح الشمسية وتوربينات الرياح يستدعي استخراج كميات كبيرة من المواد الأولية، وبعضها معادن نادرة، إلا أن "شركات العلاقات العامة تستغل هذه الوقائع، فتضخّمها وتعرضها على نحو انتقائي. فهي تتحدث عن المخاطر المحتملة فقط، متجاهلة الحلول الممكنة"، يقول صعب. وفي الختام يتسائل صعب قائلاً: "مصنع التدوير الشمسي الذي افتتح رسمياً في مدينة غرينوبل قبل أيام، هو الردّ العملي على شبكات العلاقات العامة المكلَّفة، مع خبرائها المزيفين، مهمة التشكيك بالطاقات المتجدّدة، لقاء عقود بمئات الملايين. فماذا يمكن أن يكون هدفها التالي؟"