أعدّ علماء روس خوارزمية لتقييم احتمال انقراض بعض الأنواع من الحيوانات بسبب تغيُّر المناخ.
فمنذ بداية "عصر البشرية" ازداد معدل انقراض الثدييات والحيوانات الأخرى بمقدار 114 مرة.
وطوّر العلماء الروس والأوروبيون سبيلاً رياضياً وخوارزمية لحساب التفاعل بين المناخ والنظم البيئية، فضلا، عن تقييم احتمالية انقراض بعض أنواع الحيوانات. وقد أعلنت عن ذلك الخدمة الصحفية لمؤسسة العلوم الروسية يوم الخميس.
وقال سيرغي فاكولينكو، الباحِث في معهد المشكلات في الهندسة الميكانيكية التابع لأكاديمية العلوم الروسية في بطرسبورغ: "تسمح لنا نظريتنا بوضع نماذج أكثر دقة للمناخ والنظم البيئية في الماضي، نظراً لأن البيانات الأحفورية غالباً ما تكون متناقضة وغير كافية. ومن ناحية أخرى، فهي مهمة أيضاً للعالم المعاصر حيث سيكون بمقدورنا التنبؤ بمعدل انكماش المناطق الأحيائية النباتية".
وتوصل علماء البيئة منذ 7 أعوام إلى استنتاج مفاده أن الانقراض الجماعي السادس قد بدأ على الأرض. وأظهرت حساباتهم أنه بعد بداية ما يسمى بالأنثروبوسين (عصر البشرية)، ازداد معدل انقراض الثدييات والحيوانات الأخرى بنحو 114 مرة. وحسب العلماء، فإن هذا المعدل يقترب الآن من معدل اختفاء النباتات والحيوانات في نهاية عصر الديناصورات.
وأجبر التسارع الحادّ في معدل انقراض أنواع الحيوانات العلماء على التفكير في إعداد أدوات من شأنها أن تساعد في تقييم احتمالية انقراض الحيوانات واتخاذ الإجراءات اللازمة لحل هذه المشكلة، وطوّر العلماء الروس نموذجاً رياضياً يحسب التغيُّرات في عمل النظام البيئي، مع أن يؤخذ في الاعتبار عاملان اثنان هامّان هما النشاط البشري وتغيُّر المناخ.
وقال الباحثون إن هذا النظام يجمع بين ثلاثة نماذج أصغر حجماً تصف التغيُّرات في توازن الطاقة لدى الأرض مع مرور الوقت، وفي موائل الحيوانات، وكذلك تنافسها على الموارد الطبيعية المجانية. وسمح الجمع بين هذه الأساليب للعلماء بتطوير معادلات حساب تأثير المناخ على التنوُّع البيولوجي وتغيير حدود الموائل.
وأظهرت الحسابات أنه حتى النظم الإيكولوجية المستقرة، مثل غابات التايغا والغابات المتساقطة الأوراق، تتفكك بسرعة إلى العديد من الأنظمة الأصغر إذا حدثت التغييرات بمعدل مرتفع. وإذا كانت هذه المواصفات أقل من مستوى معيّن، فإن النظم البيئية الكبيرة لديها الوقت للتكيُّف مع التغييرات والاحتفاظ بالاستقرار.
وحسب الباحثين، تم تجاوز هذا المستوى مؤخراً في بداية عصر التجمّد، عندما تفككت النظم الإيكولوجية النباتية في أوروبا نتيجة للانخفاض الحاد في درجة الحرارة. وأدى ذلك إلى اختفاء أنواع كثيرة من الغطاء النباتي. ويتوقع العلماء حدوث شيء مشابه لجميع المناطق الأحيائية للأرض في المستقبل القريب نتيجة للعملية العكسية، وهي الارتفاع الحادّ في درجات الحرارة.