طرح البنك المركزي المصري، أمس الثلثاء، أول عملة مصرية بلاستيكية (بوليمر)، لتصبح مصر الدولة الرابعة عربياً التي تستخدم هذا النوع من العملات، الذي يوصف بأنه «صديق للبيئة». وأعلن البنك المركزي المصري «طرح فئة الـ10 جنيهات البلاستيكية، التي تم إنتاجها باستخدام أحدث خطوط إنتاج البنكنوت المطبقة في العالم في دار الطباعة الجديدة في العاصمة الإدارية»، مؤكداً «عدم إلغاء أي من الإصدارات السابقة من ذات الفئة واستمرار العمل بها وتداولها».
وأوضح البنك المركزي المصري، في بيان صحافي، أن «طرح العملة الجديدة يأتي في ضوء الحرص على مواكبة أحدث المقاييس العالمية والتكنولوجية في تأمين وطباعة العملة المتداولة، وتطبيق سياسة النقد النظيف، ورفع معدلات جودة أوراق النقد المتداولة في السوق المصري، وتخفيض تكلفة طباعة أوراق النقد، خاصة الفئات الأكثر تداولاً، وذلك على المدى البعيد نظراً لطول عمر الورقة، بما يتماشى مع برامج التنمية المستدامة التي تتبناها الدولة من خلال رؤية مصر 2030».
وقال الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «وجود العملات البلاستيكية يدعم فكرة الشمول المالي، إضافة إلى أنها صعبة التزوير، وصحية على عكس العملات الورقية المصنوعة من ألياف قطنية، تسهل نقل البكتريا»، مشيراً إلى أن «العمر الافتراضي للعملات الورقية لا يزيد عن عام، وهو ما يحمل ميزانية الدولة نحو 2 في المئة من الناتج المحلي، في حين يصل عمر العملات البلاستيكية إلى 10 سنوات». وأضاف النحاس أن «الموضوع الآن متعلق بالتجربة ومدى تفاعل المواطن المصري مع هذا النوع العملات، فلو نجحت مصر في تطبيقها فستكون مركزاً لتصنيع هذا النوع من العملات في المنطقة من خلال المطبعة الجديدة في العاصمة الإدارية».
وبهذا الطرح تصبح مصر الدولة العربية الرابعة التي تدخل سوق العملات البلاستيكية، حيث كانت الكويت أول عربية تبدأ استخدام هذا النوع من العملات عام 2013، تلتها السعودية التي طرحت أولى عملاتها الورقية عام 2020، ثم الإمارات التي بدأت استخدام العملات البلاستيكية نهاية العام الماضي 2021. وتعود خطط مصر لاستخدام العملات البلاستيكية إلى عام 2018، عندما أعلن البنك المركزي وقتها «عزمه البدء في طرح العملات البلاستيكية بحلول عام 2020، مع الانتهاء من مطبعته الجديدة بالعاصمة الإدارية»، لكن التنفيذ تأخر حتى عام 2022.
وأشار البنك المركزي إلى أن «النقود البلاستيكية تتميز بالمرونة والقوة، وطول العمر الافتراضي الذي يصل إلى نحو 3 أضعاف عمر الفئة الورقية الحالية المصنوعة من القطن، إلى جانب أنها مقاومة للماء، وأقل في درجة تأثرها بالأتربة، كما أنها صديقة للبيئة وقابلة لإعادة التصنيع، وأكثر مقاومة للتلوث، مقارنة بفئات النقد الورقية المتداولة، إضافة إلى صعوبة تزييفها وتزويرها».
وتحت عنوان «مستقبل البلاستيك»، نشر صندوق النقد الدولي تقريراً عام 2016، قال فيه إن «الدول التي لديها مخاوف بيئية بسبب عملاتها النقدية عليها التحول نحو العملات البلاستيكية (البوليمر)»، مشيراً إلى أن «عملات البوليمر صدرت للمرة الأولى عام 1988 في أوستراليا، وبحلول عام 2016 كان هناك 20 دولة تستخدم العملات البلاستيكية». ووفقاً للتقرير، فإن «بريطانيا بدأت استخدام العملات البلاستيكية عام 2016». (عن "الشرق الأوسط")