أصدر الصندوق الدولي للتنمية الزراعية أمس أول سند له على الإطلاق في آسيا بقيمة 50 مليون دولار أميركي مع شركة Dai-ichi Frontier Life Insurance Co., Ltd، ممهداً الطريق أمام زيادة الاستثمار في بعض أكثر المجتمعات المحلية الريفية ضعفاً في العالم. ويأتي هذا الاستثمار في وقت يتعرض فيه ملايين السكان الريفيين لخطر الوقوع في براثن الجوع والفقر بسبب الارتفاع الحاد في أسعار الأغذية والطاقة والأسمدة على الصعيد العالمي، وتزايد وتيرة وشدة صدمات الأحوال الجوية المتطرفة الناجمة عن تغيُّر المناخ.
ومع ما يقرب من 9 تريليونات ين ياباني من الأصول الخاضعة لإدارتها في 31 آذار (مارس) 2022، تركز شركة Dai-Ichi Frontier Life، التي توفر التأمين على الحياة والمعاشات التقاعدية من نوع المدخرات، على أن تكون شريكاً مدى الحياة لحاملي بوليصات تأمينها في عصر تدوم فيه الحياة 100 عام. ويكمن دعم شركة Dai-Ichi Frontier Life لأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر للأمم المتحدة في صميم تعزيزها للاستثمارات البيئية، والاجتماعية، والمتعلقة بالحوكمة، بالإضافة إلى كونه أساسياً لتحقيق هدف المجموعة المتمثل في "تحقيق الرفاه"، والتمسك بمبادئ الشركة الداعية إلى "احترام حقوق الإنسان بالنسبة للجميع" و"الاستجابة لتغيُّر المناخ".
ويجري إصدار السندات في إطار هيكل مرتب فقط من قبل شركة J.P. Morgan.
ويعيش ثلاثة أرباع أفقر سكان العالم في المناطق الريفية من البلدان النامية. ويعتمد معظمهم على الزراعة في سبل عيشهم. ومع تنامي عدد سكان العالم، وتقلب أسعار الأغذية والطاقة، فإن تغيُّر المناخ يمكنه أن يدفع الملايين غيرهم من السكان الضعفاء نحو الفقر المدقع والجوع بحلول عام 2030. واليوم، يعاني واحد من كل عشرة أشخاص (أكثر من 800 مليون شخص على الصعيد العالمي) من الجوع. ومن المحتمل أن تزداد هذه الأعداد في السنوات المقبلة إذا لم يُستثمر أكثر في قدرة صغار المزارعين على الصمود في وجه آثار تغيُّر المناخ، واضطرابات السوق، والصدمات الاقتصادية الأخرى. ويعالج الصندوق هذه الأوضاع الهشة من خلال نمو الناتج المحلي الإجمالي الناشئ عن الزراعة وهو أكثر فعالية بضعفين إلى ثلاثة أضعاف في الحد من الفقر وانعدام الأمن الغذائي من النمو في أي قطاع آخر.
ويقوم الصندوق بالبحث عن نماذج تمويل جديدة لتوجيه موارد أكبر إلى البلدان النامية والسكان الريفيين الضعفاء. وقد طرح الصندوق أول سند له في أوائل حزيران (يونيو) من هذه السنة. وهو أول صندوق في منظومة الأمم المتحدة والوكالة المتخصصة الوحيدة في الأمم المتحدة عدا مجموعة البنك الدولي التي تدخل أسواق رأس المال.
الصورة: ©IFAD/David Paqui