كشفت دراسة حديثة أن عواقب تغيُّر المناخ العالمي تهدد موائل بعض الطيور المهاجرة على طول طرق هجرتها في شرق المحيط الأطلسي، حسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). وأعلنت الأمانة العامة المشتركة لبحر وادن في فيلهلمسهافن أمس الإثنين بمناسبة نشر تقرير الدراسة أنه في شمال غربي أوروبا يعدّ ارتفاع مستوى سطح البحر بالفعل أحد الأعباء الرئيسية أمام الطيور المهاجرة.
ويُعتبر بحر وادن قبالة سواحل الدنمارك وألمانيا وهولندا مركزاً لهجرة الطيور في شرق المحيط الأطلسي. وتلتهم ملايين الطيور احتياطاتها الغذائية أثناء رحلتها بين أفريقيا والقطب الشمالي في المناطق الرطبة المدرجة في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.
وقالت كريستينه مايزه، مديرة برنامج الهجرة والتنوع البيولوجي في أمانة بحر وادن، إن تغيُّر المناخ له تأثير على معظم المناطق الساحلية، موضحة أنه إلى جانب ارتفاع مستوى سطح المياه في بحر وادن على سبيل المثال، تؤثر الأحداث المناخية المتطرفة مثل الأمطار الغزيرة والعواصف بشكل متزايد على الطيور عند الراحة والتكاثر، مشيرة إلى أن عواقب تغيُّر المناخ صارت ملموسة بالفعل بالنسبة للطيور المهاجرة في المنطقة الرئيسية لقضاء الشتاء قبالة غرب أفريقيا من خلال تآكل السواحل. وبحسب الدراسة، فإن عوامل أخرى مثل الصيد الجائر للأسماك وحركة السفن وقطع الأشجار لها تأثير أكبر هناك.
تجدر الإشارة إلى أن تقييمات إجهاد الموائل هي جزء من تقرير الدارسة التي نُشرت في نهاية نيسان (أبريل) الماضي. ويحسب المشروع أعداد الطيور المهاجرة على طول طريق هجرة الطيور في شرق المحيط الأطلسي كل ثلاث سنوات منذ عام 2014، وشارك في إعداد آخر إحصاء في عام 2020 المتاحة نتائجه الآن، أكثر من 13 ألف شخص في 36 دولة.
وقالت مايزه إن مثل هذه الإحصائيات المنتظمة مهمة من أجل تحديد التغيُّرات في أعداد الطيور في مرحلة مبكرة، وأضافت: «تكمن الصعوبة في أن الطائر المهاجر لا يبقى عادة في مكان واحد - وأحياناً يغيّر مسار رحلته. لذلك قد يكون عدد الطيور من نوع معيّن في بحر وادن يتناقص، ولكن على المستوى العالمي يظل عددهم مستقراً أو حتى في ازدياد». (عن "الشرق الأوسط")