يتنقل إلياس لتفقد «خلايا النحل الذكية»، قرب قريته في شمال تونس، بعد تلقيه إنذاراً على هاتفه الجوّال من تطبيق إلكتروني مطوَّر بالكامل في تونس ورائد في شمال أفريقيا، يساعد على تفادي النفوق الزائد للنحل، وتحسين إنتاج العسل.
عند هضبة في أرضه العائلية في منطقة تستور شمال غربي تونس العاصمة، يقول مربي النحل إلياس الشابي (39 عاماً) خلال فتحه منافذ الخلية وتثبيته جهازاً أبيض صغيراً مع مجسات ومستشعرات، إن هذه التقنية تمنحه «راحة البال»، وتبقيه «على علم عن بُعد بما يحصل» لنحو مئة خلية نحل يملكها في المنطقة.
وقد أسست مجموعة من خريجي معاهد الهندسة في تونس عام 2020 الشركة الناشئة «بي كيبر تيك»، التي تقدم حلولاً لتفادي نفوق النحل وانهيار خلاياها فجأة، وقد أثبتت هذه التكنولوجيا فاعلية في تونس وفي دول أخرى.
يعتمد التصوّر العام للمشروع على جهاز يوظف أساساً الذكاء الاصطناعي، يوضع في خلية الملقحات، ويجمع عن طريق مستشعرات معلومات عن درجة الحرارة والرطوبة والوزن وكثافة الملقحات، ويرسل إثر ذلك لاسلكياً هذه الإحداثيات إلى لوحة تحكم في جهاز كومبيوتر مركزي يحلّل بدوره المعلومات. وفي حال تحديد خلل ما، يُرسِل الجهاز تنبيهاً في شكل رسالة قصيرة لصاحب المنحل يلفت انتباهه إلى ضرورة التدخل لحماية النحل.
يمسك إلياس ببعض ملكات النحل النافقة في كف يده بالقرب من خلية ويستذكر كيف تكبّد في عام 2013 «خسائر كبيرة مع فقدان 26 خلية بسبب الرطوبة والتغيُّر المفاجئ لدرجات الحرارة». لكن منذ أن بدأ في مراقبة الخلايا في عام 2017، بفضل التكنولوجيا الحديثة، باتت حالات النفوق تطال ما لا يزيد على 10 في المئة من النحل الموجود لديه.
ويبيّن المدير العام للشركة، خالد بوشوشة، أن الجهاز يعتمد على خوارزميات «لجمع المعلومات الصحيحة في الوقت المناسب لكي يتمكن المزارع من أخذ القرار الصائب ويتفادى تلف الخلية أو انهيارها».
ويوضح بوشوشة (34 عاماً) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن جهاز «سمارت بي» (النحلة الذكية) وسيلة لجمع «كمّ هائل من المعلومات حول مردود النحل والمخاطر التي تهدده».
وقد تمكّن إلياس، بفضل ذلك، من زيادة الإنتاجية بواقع ما بين كيلوغرامين وثلاثة كيلوغرامات من العسل لكل مملكة، بفضل حسن استغلال المعلومات الآنية المتوفرة لديه. (عن "الشرق الأوسط")