وقّع كل من مجلس الكنائس العالمي، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومجلس الحكماء المسلمين، ومجلس الحاخامات في نيويورك على التمويل المسؤول تجاه المناخ - وهو واجب أخلاقي ومسؤولية تجاه جميع الأطفال والعالم الحي.
وينص البيان على الآتي: "نحن، قادة المنظمات الموقعة أدناه، نؤكد التزامنا بالاشتراك مع المؤسسات المالية التي من خلالها نقوم بالتمويل والاستثمار والسعي للحصول على تغطية تأمينية، لضمان أن تعاملاتنا المالية تتماشى مع هدف اتـفاق باريس للحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية."
كما وافق الموقّعون على مراجعة "معاشات التقاعد، والخدمات المصرفية، والتأمين وغيرها من ترتيبات الخدمات المالية لضمان المساءلة القائمة على الأدلة".
وقد رحب الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، بالمبادرة قائلاً إن "قطاع الخدمات المالية، لفترة طويلة جداً، مكّن العالم من إدمان الوقود الأحفوري".
"لقد حان الوقت الآن لمقدمي الخدمات المالية لتسريع التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة. لديهم السلطة والمسؤولية".
وقد أوضحت النتائج التي توصل إليها أحدث تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيُّر المناخ، والذي صدر في 4 نيسان (أبريل)، الأهمية الملحة لهذا التحدي.
تحقيق هدف صافي الصفر
تقترح المبادرة وضع المحافظ الاستثمارية في سبل تساعد على تلبية الوصول بانبعاثات غازات الدفيئة إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050.
بالإضافة إلى الاستثمار في الطاقات المتجددة والبحث عن حلول مناخية، تضغط المبادرة على الاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للتخلص التدريجي الكامل من الخدمات المالية المتعلقة بالفحم في موعد لا يتجاوز عام 2030، وفي موعد لا يتجاوز عام 2040 بالنسبة لبقية العالم.
كما تدعو إلى إنهاء جميع التمويلات الموجهة نحو أي مشاريع استكشاف واستخراج جديدة لمشاريع النفط والغاز، وتطلب من شركات النفط والغاز وقف جميع مشاريع التطوير أو التوسعة الجديدة بعد هذا العام.
ويدعو النداء المشترك مقدمي الخدمات المالية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة للانتقال من تمويل الوقود الأحفوري والاستثمار في الحلول المناخية من خلال الطاقات المتجددة والبحوث.
وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن "الضرورة العلمية والأخلاقية واضحة: يجب ألا يكون هناك استثمار جديد في التوسع في الوقود الأحفوري، بما في ذلك الإنتاج والبنية التحتية والاستكشاف".
دعوة إلى مقدمي الخدمات المالية
يدعو النداء أيضاً مقدمي الخدمات المالية إلى مطالبة "شركات النفط والغاز بإيقاف جميع مشاريع التطوير أو التوسع الجديدة ... بما في ذلك على وجه الخصوص جميع هذه المشاريع في منطقة القطب الشمالي".
وختاماً، دعا النداء المشترك "جميع أعضاء دوائرنا وجميع شركائنا للقيام بالمثل، حتى نتمكن معاً من تجاوز الكلمات إلى العمل الفعال، ونكون التغيير الذي ننشده."
تهديد المناخ
وشدد الأمين العام على أنه من التعدين إلى توليد الطاقة، يحتاج جميع الممولين في القطاع الخاص هذا العام إلى "إيقاف تمويل قطاع الفحم بأكمله ... وتحويل التمويل إلى مصادر الطاقة المتجددة".
وخلال إطلاق النداء، حثّ القائم بأعمال رئيس مجلس الكنائس العالمي، إيوان سوكا، الجميع على "العمل معاً والتأثير على كيفية استثمار الأموال استجابة للتهديد الوجودي لتغيُّر المناخ".
وأضاف "نحتاج إلى أن يتخذ الجميع هذه الخطوة من أجل مستقبل مستدام لأطفالنا."
واختتم الأمين العام كلمته بالإشادة بـ "هذه المبادرة الدينية المهمة"، قائلاً إن "للناس والمجتمعات والمنظمات الدينية قدرة لإحداث هذا الانتقال". (عن "أخبار الأمم المتحدة")