في إطار برنامج الشيخ محمد بن زايد لإعادة توطين المها العربي في دول الانتشار، أكملت هيئة البيئة–أبوظبي مؤخراً مهمة ناجحة لنقل 20 رأس من المها العربي إلى الأردن، والتي تم إطلاقها في محمية الشومري للأحياء البرية.
وتأتي عملية الإطلاق في إطار مذكرة تفاهم الموقعة بين هيئة البيئة–أبوظبي والجمعية الملكية لحماية الطبيعة حول مشروع تطوير قطيع حيوي من المها العربي في محمية الشومري للأحياء البرية في الأردن.
يهدف المشروع إلى إطلاق 20 رأساً من المها العربي في محمية الشومري للأحياء البرية وضمان تأقلمهم مع بيئة المنطقة، بالإضافة إلى تحسين البنية الوراثية لقطيع المها العربي وتقليل احتمالية الاختلالات الوراثية لخلق قطيع حيوي واستدامة مناطق رعوية مناسبة وكافية لأفراد المها العربي من خلال تحسين الحمولة الرعوية وايجاد وتأهيل مناطق رعوية جديدة خارج حدود المحمية تتمثل بزيادة مساحة محمية الشومري للأحياء البرية. كما يهدف المشروع إلى تطوير برنامج ومركز تعليمي لطلبة المدارس لزيادة الوعي البيئي اتجاه برامج الإكثار وإعادة التوطين، وتطبيق برنامج سياحة بيئية وبالاستفادة من برنامج إكثار المها العربي وزيادة الوعي لدى زوار المحمية.
وقد تم اختيار المجموعة التي سيتم إطلاقها لتضم قطيع متجانس ومتنوع جينياً من مجموعة الإكثار التي تديرها الهيئة في مرافق إدارة الحياة التابعة لها، حيث تم نقل 20 رأس من المها العربي الى محمية الشومري للأحياء البرية قادمة من أبوظبي، حيث سيخضع القطيع قبل عملية الاطلاق للرقابة البيطرية في حظائر التأقلم في المحمية، في حين ستستمر عمليات المراقبة بعد الإطلاق للتأكد من أنها تتمتع بحالة جيدة وصحية وقادرة على التأقلم بشكل جيد مع محيطها الجديد.
يُشار إلى أن هذا البرنامج ساهم في تعزيز الجهود المبذولة لحماية المها العربي وزيادة أعداده في البرية، فضلاً عن تغيير حالة المها العربي في القائمة الحمراء للاتحاد العالمي لصون الطبيعة من "مهددة بالانقراض" إلى "معرضة للانقراض" في عام 2011، في خطوة اعتبرت من أهم الإنجازات في مجال إعادة توطين الأنواع على المستوى العالمي.
كما ساهم البرنامج أيضاً بزيادة أعداد المها العربي ضمن مدى انتشاره الطبيعي والتاريخي في الإمارات وسلطنة عُمان والأردن، وذلك بعد أن تم إطلاق أكثر من 1000 رأس من المها العربي مشيراً إلى أن الإمارات تأوي اليوم أكثر من 10,000 رأس، تحتضن أبوظبي حوالي 5000 رأس منها حيث تعتبر أكبر مجموعة من المها العربي في العالم. كما وتستضيف هيئة البيئة-أبوظبي الأمانة العامة لصون المها العربي، ويأتي ذلك تأكيداً على التزام حكومة أبوظبي بدعم المبادرات الرامية إلى إعادة المها العربي لموائله الطبيعية.
يُشار إلى أن محمية الشومري للأحياء البرية، التي تقع في قلب البادية الأردنية بالقرب من قرية الازرق وتبعد مسافة 120 كيلومتراً إلى الشرق من العاصمة عمّان، كانت قد تأسست في عام 1975 بدعم من الجمعية الملكية لحماية الطبيعة والصندوق العالمي للطبيعة لتكون أول محمية طبيعية في الأردن. وشهدت المحمية إعادة إطلاق المها العربي فيها حيث سميت فيما بعد بموطن المها العربي.