كان كانون الثاني (يناير)، الشهر الأكثر حراً في الأمازون الكولومبية خلال العقد الماضي، ما أدى إلى زيادة حرائق الغابات في هذه المنطقة الواقعة في جنوب شرقي كولومبيا، مع تأثير محتمل جداً على جودة الهواء في العاصمة بوغوتا.
وأظهر تقرير أصدرته وزارة البيئة واطلعت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منه، أن شهر كانون الثاني (يناير) سجّل «أعلى قيمة للنقاط الساخنة في السنوات العشر الماضية» في منطقة الأمازون الكولومبية. وأضافت الوزارة أن هذه الظاهرة تحدث عندما تشهد البلاد موسم انحباس الأمطار، في وضع عزاه التقرير إلى الأنشطة البشرية التي «يرتبط أهمها بجبهات إزالة الغابات».
وقال ناطق باسم الوزارة لوكالة الصحافة الفرنسية، إن 80 في المئة على الأقل من هذه «النقاط الساخنة» تتصل بحرائق غابات.
في نهاية كانون الثاني (يناير)، أحصت الوزارة أكثر من 3300 «نقطة ساخنة» في المقاطعات الست التي تشكل منطقة الأمازون الكولومبية، بما في ذلك 1300 في منطقة غوافياري وحدها.
وحسب شهادات جمعتها وكالة الصحافة الفرنسية، في تشرين الأول (أكتوبر) في هذه المنطقة، يستغل فلاحون ومالكو الأراضي موسم الجفاف الممتد من كانون الثاني (يناير) إلى نيسان (أبريل)، لحرق الأشجار المقطوعة أو زرع نباتات الكوكا في المكان أو ترك الماشية ترعى فيها.
ويطول التهديد خصوصاً، حديقة شيريبيكيت الوطنية المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، وكذلك محمية نوكاك الطبيعية الوطنية، وهي منطقة شاسعة من الأدغال يقطنها سكان أصليون رُحّل في كولومبيا.
وأحصت مؤسسة الحفظ والتنمية المستدامة التي تُجري إحصاءاتها الخاصة وتسجل بيانات جوية بانتظام للمناطق المعنية، ما لا يقل عن 938 حريقاً في الغابات، وهو أعلى رقم لشهر كانون الثاني (يناير) منذ 2012.
وتُظهر مقاطع فيديو نشرتها على الشبكات الاجتماعية هذه المنظمة غير الحكومية المتخصصة في مراقبة إزالة الغابات، سُحُباً كثيفة من الدخان واللهب تتصاعد من غابة غوافياري.
وحسب بيانات للحكومة الكولومبية، ازدادت معدلات إزالة الغابات بدرجة كبيرة في السنوات الأخيرة في منطقة الأمازون الكولومبية، تحديداً، بعد اتفاق السلام التاريخي الموقع في 2016 مع متمردي «فارك» الذين تخلوا بموجبه عن مساحات من الأراضي الواقعة تحت سيطرتهم.
وسيطرت جماعات مسلحة أخرى على هذه المناطق مذاك، مستغلة أيضاً غياب الدولة وتقاعسها في هذه المناطق المعزولة. (عن " الشرق الأوسط")