صدر العدد 287 من مجلة "البيئة والتنمية" لشهر شباط (فبراير) 2022، وهو متوفّر مجاناً عبر موقعنا الالكتروني
www.afedmag.com
موضوع الغلاف لهذا العدد بعنوان "هل يخفّف شتاء 2022 من وطأة الجفاف؟" فمن سورية والأردن والعراق، وصولاً إلى تركيا وإيران المجاورتين، تتفاقم أزمة المياه سنة بعد سنة. ورغم الدور المؤثر للجفاف الناتج عن تغيُّر المناخ، إلا أن جزءاً كبيراً من المشكلة يتعلّق بثقافة استهلاك المياه في منطقة اعتادت على الوفرة والخصوبة عبر مراحل التاريخ المختلفة. وقد أصبحت هذه الأزمة من التعقيد بحيث تتطلب تفاهمات، داخلية وعابرة للحدود، إلى جانب مراجعة شاملة لسياسات إدارة المياه في كل بلد وعلى مستوى الإقليم بأكمله.
كذلك يتضمن العدد مقالاً بعنوان "كيف تساهم تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في خفض الانبعاثات؟"، ففي أقل من ربع قرن، تسارع التحوُّل الرقمي بفضل شبكة الإنترنت وظهور الشركات التقنية التي استثمرت في صناعة البرمجيات والتجهيزات. وفيما تتباين التقديرات حول استهلاكه للطاقة ومقدار الانبعاثات الناتجة عنها، يمكن القول بثقة متزايدة إن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هو من بين القطاعات القليلة التي تتحرك على المسار الصحيح لخفض بصمتها الكربونية ومواجهة تحديات تغيُّر المناخ العالمي. وفي العدد مقال بعنوان "أشجار الغاف البحري تغزو البيئة في سلطنة عُمان". يُعتبر الغاف البحري تهديداً رئيسياً للأشجار المحلية، وينتشر على مساحات واسعة ويتوسع بسرعة في المراعي الطبيعية، ويتداخل مع النباتات المحلية ويتنافس على الماء والمغذيات. كذلك في العدد مقال مصوّر بعنوان "مصوّر الطبيعة لعام 2021"، يتضمن الصور الفائزة في المسابقة السنوية التي تنظمها مؤسسة Nature Talks الهولندية.
وفي افتتاحية العدد بعنوان "أبعد من المناخ"، يتطرَّق رئيس التحرير نجيب صعب إلى قضايا فائقة الأهمية للحياة على الأرض، كدنا أن ننساها، نظراً إلى سيطرة الحديث عن الأوبئة والمناخ خلال عام 2021. ويشير صعب إلى أن القضايا التي تتعلق بالأنواع الحيّة المهدّدة بالانقراض، والتلوُّث، والعدالة البيئية، وتعديل الأنماط الاستهلاكية لتحقيق الاستدامة، لم تحظَ بالاهتمام الذي تستحقه على مستوى السياسات الحكومية. ويلفت صعب إلى محطات مهمة سيشهدها العام الحالي، حيث من المتوقع أن تشهد سنة 2022 زيادة في الاهتمام بتحصين قدرات الأنظمة الغذائية على مواجهة تحدّيات تغيُّر المناخ، كما شهدت بداية السنة نجاح الصين في إنتاج حرارة من مفاعل للاندماج النووي هي الأعلى والأطول مدةً. ويخلُص صعب إلى القول بأنه "صحيح أن الطاقة الاندماجية ما تزال في بداية الطريق، لكنها تشكّل فرصة واعدة للمستقبل. حتى ذلك الوقت، على العالم العمل لتطوير ما هو متاح، مع ترشيد الاستهلاك، للحفاظ على هذا الكوكب المهدَّد".