يمكن للعلماء الآن جمع وتحليل الحمض النووي المأخوذ من الهواء الرقيق، ويمكن للتقنيات الجديدة الرائدة المستخدمة للقيام بذلك أن تغيّر طريقة دراسة وحماية الحيوانات المهددة بالانقراض والنُظم البيئية الطبيعية، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
اختبرت مجموعتان من الباحثين تعملان بشكل مستقل، واحدة في الدنمارك والأخرى في المملكة المتحدة وكندا، ما إذا كان يمكن استخدام الحمض النووي المحمول جواً لاكتشاف أنواع مختلفة من الحيوانات عن طريق جمع العينات في حديقة حيوان كوبنهاغن في الدنمارك وحديقة حيوان هامرتون في المملكة المتحدة.
وتقوم جميع الكائنات الحية، بما في ذلك البشر، بترسيب المواد الجينية المعروفة باسم «إي دي إن إيه» في البيئة عندما تفرز النفايات وتنزف وتزيل الجلد أو الفراء. في السنوات الأخيرة، قام علماء بفحص تسلسل الحمض النووي الريبي المنقول بالماء لتتبع أنواع معينة.
ومع ذلك، كانت مراقبة الحمض النووي المحمول جواً أكثر صعوبة، لأنه يعتبر مخففاً في الهواء أكثر مما هو عليه في الماء.
وفيما استخدم الفريقان البحثيان طرقاً مختلفة لتصفية الحمض النووي من الهواء، نجح كلاهما في تحديد الحيوانات الكامنة في الجوار داخل حدود حديقة الحيوان وخارجها.
وتمكن الفريق العامل في حديقة حيوان هامرتون من تحديد الحمض النووي لـ25 نوعاً مختلفاً من الحيوانات، بما في ذلك النمور والليمور والدنغو.
وقالت كبيرة الباحثين في الدراسة البريطانية إليزابيث كلير، وهي أستاذة مساعدة في جامعة يورك في كندا، «لقد تمكنا حتى من جمع الحمض النووي من الحيوانات التي كانت على مسافة مئات الأمتار من المكان الذي كنا نختبر فيه دون انخفاض كبير في التركيز، وحتى من خارج المباني المغلقة. كانت الحيوانات بالداخل، لكن حمضها النووي كان موجوداً».
تمكن فريق كوبنهاغن من اكتشاف 49 نوعاً من الفقاريات، بما في ذلك 30 من الثدييات.
وقالت كريستين بومان، الأستاذة المشاركة في «معهد غلوب» في جامعة كوبنهاغن والمؤلفة الرئيسية للدراسة الدنماركية، في البيان، «لقد اندهشنا عندما رأينا النتائج».
اكتشف الفريقان أيضاً وجود حيوانات لا تعيش في حدائق الحيوان. وحدد الباحثون الحيوانات التي تعيش في المناطق المحيطة، بما في ذلك القنفذ الأوراسي - المهدد بالانقراض في المملكة المتحدة - والذي تم اكتشافه من خارج حديقة حيوان هامرتون، بينما تم اكتشاف السنجاب الأحمر حول حديقة حيوان كوبنهاغن.
ويعتقد الباحثون أن هذه التقنية يمكن أن تشكل الطريقة التي يتتبع بها العلماء الأنواع، مما قد يلغي الحاجة إلى الكاميرات والمراقبة الشخصية والعمل الميداني المكثّف.
وقالت كلير، «إن طبيعة هذا النهج تجعله ذا قيمة خاصة لمراقبة الأنواع المعرضة للخطر أو المهددة بالانقراض، وكذلك تلك الموجودة في البيئات التي يصعب الوصول إليها، مثل الكهوف والجحور». وأضافت: «ولا يلزم أن تكون الحيوانات مرئية لنا حتى نعرف أنها في المنطقة إذا تمكنا من التقاط آثار الحمض النووي الخاص بها، حرفياً من الهواء». (عن "الشرق الأوسط")