يشهد اليوم الاثنين طهي أول وجبة من اللحوم الاصطناعية وتناولها، بعد زراعتها في مختبر. ويعد القيمون على المشروع بأنه سيساهم في حل مشاكل الأمن الغذائي في العالم، وتقليل الانبعاثات والموارد المستهلكة في إنتاج لحوم الحيوانات.
سوف يدخل الدكتور مارك بوست التاريخ الغذائي والعلمي عبر طهي وجبة برغر من "لحم البقر" وتناولها. وهو ما يفعله الملايين في أنحاء العالم كل يوم، إلا أن إعداد لحمة البرغر هذه كلف 250 ألف يورو، وقد صُنعت بجهود علمية مضنية من لحم زُرع في المختبر في جامعة ماسترخت الهولندية.
صُنعت لحمة الدكتور بوست من عشرات آلاف البروتينات، التي نجح العلماء في تنميتها من خلايا جذعية بقرية. وستكون وجبة اللحم الاصطناعي تتويجاً لسنوات من البحث الرامي إلى البرهنة على أن اللحوم التي تُزرع في المختبر يمكن أن تصبح ذات يوم بديلاً صالحاً من لحوم الحيوانات، وقادرة على إطعام سكان العالم الذين يتزايد عددهم بمعدلات مطردة، من دون الآثار المدمّرة التي تتركها الزراعة والحيوانات على البيئة.
ومن أجل إشباع شهية الإنسان المفتوحة على كل أصناف اللحوم، فإن 30 في المئة من سطح الأرض القابل للزراعة مغطى بالمراعي، مقارنة مع 4 في المئة فقط مخصص لمحاصيل يأكلها البشر مباشرة. وتساهم الكتلة الحيوية للحيوانات بنسبة 5 في المئة من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، و40 في المئة من انبعاثات غاز الميثان الأشد تأثيراً بكثير في التسبب بالاحتباس الحراري.
وبحلول سنة 2060 من المتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم إلى 9.5 بليون نسمة. ومع تنامي الطلب على اللحوم في بلدان يتزايد عدد سكانها باستمرار، مثل الصين والهند، فمن المتوقع أن تتسع سوق اللحوم بمقدار الضعف في منتصف القرن الحالي. وإذا تضاعفت كميات اللحوم التي ينتجها العالم، فإن مسؤولية الحيوانات عن التغير المناخي قد تبلغ 50 في المئة، إلى جانب مصانع العالم ومحطاته الطاقوية وسياراته وطائراته.