قال موقع «فوكس» الأميركي إن العديد من الطيور والثدييات والأسماك أصبحت أصغر حجماً في ما يبدو جراء ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بسبب ظاهرة التغيُّر المناخي.
وأوضح الموقع أن هناك ازدياداً في الأبحاث التي تقول إن التغيُّر المناخي يعبث بأحجام جميع المخلوقات، من الضفادع ذوات الدم البارد، إلى الثدييات ذات الأجساد الدافئة، وتشير الأبحاث إلى أن تلك الظاهرة غالباً ما تجعل الحيوانات أصغر حجماً.
وتابع «فوكس» أننا نعلم بالفعل أن تغيُّر المناخ سيؤثر على الحياة البرية بطرق عدة، مثل تغيير توزيع بعض الأنواع، إلى تغيُّر لون أنواع أخرى، ولكن قد يكون من المدهش أن تطال التغييرات شيئاً أساسياً مثل حجم الجسم.
ولفت إلى أن هناك قاعدة بيئية تسمي «قاعدة بيرغمان» تقول إن الحيوانات ذوات الدم الحار، مثل الطيور أو الثدييات، يكبر حجمها في المناخات الأكثر برودة ويصغر في المناخات الأكثر دفئاً. وذكر الموقع أن هذا بديهي ومنطقي، فالكائنات الأكبر حجماً يكون لديها وقت أكبر في الحفاظ على الحرارة عندما يكون الجو بارداً، كما أن الحيوانات الصغيرة يكون لديها وقت أكبر في التبريد عندما يكون الجو حاراً، فهذا له علاقة بنسبة حجم الجسم إلى مساحة سطحه، وهو ما يحدث عن ذوبان مكعب ثلج كبير بشكل أبطأ نسبياً من مكعب صغير.
وأشار الموقع إلى أن الأدلة الأحفورية تثبت العلاقة بين التغيير المناخي وتصغير أحجام الكائنات، فخلال أكبر حدث للتغيُّر المناخي، الذي وقع منذ نحو 56 مليون سنة في أوائل العصر الأيوسيني، ارتفعت درجات الحرارة بما بين 5 و8 درجات مئوية في غضون 10000 عام، وانكمش حجم العديد من الحيوانات، بما في ذلك الثدييات.
وقال «فوكس» إن العلماء يدرسون فترات التغيُّر المناخي السابقة لفهم ما الذي قد يبدو عليه المستقبل إذا استمر التغيير المناخي وارتفعت درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2040 مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي.
ولكن الموقع الأميركي لفت إلى تحليل في عام 2017 شمل أكثر من 950 نوعاً من الطيور والثدييات، وجد أن معظم الأنواع لها أحجام متشابهة بغض النظر عن درجة حرارة بيئتها.
وقال أحد العلماء إن هناك أدلة على أن بعض الحيوانات تكبر ولكن ليس من الواضح كيف يحدث ذلك، ورجح أحد التفسيرات أن التغيُّر المناخي يعوق الشتاء ويطيل موسم النمو، مما يسمح للحيوانات التي تأكل النباتات بالتكاثر.
ولكن الموقع قال إن الباحثين واثقون بأن التغيُّر المناخي سوف يفسد حجم الحيوانات وسيجعل العديد منها أصغر. ورغم ما يقال إن العديد من الحيوانات تمكنت من التكيُّف مع التغيُّرات، فإنه يجب الانتباه إلى أننا نقوم بتسخين الكوكب بمعدل غير مسبوق نحو 10 مرات أسرع من المتوسط الذي كان موجوداً بعد العصور الجليدية التاريخية. (عن "الشرق الأوسط")