تتزايد المخاوف بشأن معدات الحماية الشخصية المتعلقة بفيروس كورونا المستجد، والتي أصبحت تتناثر في الشوارع، والممرات المائية، وذلك بسبب احتوائها على مواد بلاستيكية دقيقة يمكنها أن تستغرق مئات الأعوام لتتحلل.
ولفهم حجم هذا التحدي بشكل أكبر، قدّرت دراسة من عام 2020 في مجلة البيئة، والعلوم، والتكنولوجيا استخدام 129 بليون كمامة، و65 بليون من القفازات كل شهر في ظل الجائحة.
وألهم التلوث البيئي الذي تسببه هذه المعدات المصممة ماريان دي غروت-بونز إلى ابتكار كمامات قابلة للتحلل بنسبة 100 في المئة.
وهذه الكمامات ليست قابلة للتحلل فقط، بل هي تتحول إلى زهور أيضاً. فهي تحتوي على مزيج من الزهور التي تنبت في المروج، وليس عليك سوى زراعة الكمامة، وتوفير الماء لها.
ووفقاً للموقع الرسمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة عبر الإنترنت، جلب فيروس "كوفيد-19" تحديات إضافية مع زيادة استخدام المنتجات الطبية، والكمامات، والقفازات المصنوعة من البلاستيك، والأنسجة، وغيرها من المنتجات ذات الاستخدام الواحد التي يتم التخلص منها في البيئة المفتوحة، أو في أنظمة الصرف الموجودة.
ويساهم ذلك في زيادة الكميات المقلقة بالفعل من تلوث البلاستيك، والمواد البلاستيكية الدقيقة، والألياف الدقيقة في مياه الصرف الصحي، وفقاً للموقع.
وتمتد مضار هذه المواد أيضاً إلى الحياة البرية، إذ أشار باحثون إلى أن الحيوانات تتغذى على القفازات المهملة المصنوعة من مادة "اللاتكس"، والكمامات التي تستخدم لمرة واحدة، أو تشتبك بها، بينما بدأت حيوانات أخرى في بناء منازلها بهذه المواد.
ويزيد ذلك من أهمية اللجوء لمواد أكثر مراعاة للبيئة في حياتنا اليومية.
وتُعدّ الكمامات التي صممتها دي غروت-بونز صديقة للبيئة بشكل أكبر مقارنةً بالكمامات ذات الاستخدام الواحد، التي يلجأ إليها الكثير من الأشخاص في ظل الجائحة لحماية أنفسهم من فيروس "كوفيد-19".
وإذا راودك الفضول بشأن المواد التي تشكل منها هذا المنتج، فهي تتكون من ورق الأرز المليء ببذور الزهور، وتتكون خيوطها التي توضع حول الأذن من الصوف.
وأما الزهور الصغيرة التي تُستخدم لتعديل ضيق الخيوط، وجعلها تناسب وجه المرء بشكل أكبر، فهي مصنوعة من الصناديق الكرتونية المخصصة للبيض.
وتتميز هذه الكمامات بكونها قابلة للتحلل في "فترة زمنية قصيرة"، وفقاً للمصممة.
وفي ظل الظروف المناسبة، تختفي الكمامات تماماً في غضون أسابيع قليلة، وتنبت بذورها.
وأكدت المصممة أن فكرتها تلقت الكثير من ردود الفعل الإيجابية.
وحتى الآن، تُشحن هذه الكمامات إلى جميع دول الاتحاد الأوروبي، إضافةً إلى المملكة المتحدة.
وتأمل المصممة أن تتمكن من شحن الكمامات إلى بقية أنحاء العالم أيضاً قريباً. (عن "CNN بالعربية")
الصورة: Marianne de Groot-Pons