وقّعت حكومة هايتي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة أمس على اتفاقية تمويل من أجل مشروع سيساعد المزارعين في هايتي على التعافي من أثر جائحة كوفيد-19 وزيادة إنتاج الأغذية الأساسية. وسيحقق المشروع بداية التعافي السريع للإنتاج الزراعي والمداخيل من خلال إعادة تأهيل نظم الري الصغيرة - وهي ضرورة أساسية في بلد تضرر بشدة من تغيُّر المناخ- وتوفير المدخلات الزراعية الأساسية، والمساعدة على زيادة قدرة المزارعين على الصمود.
ومشروع الطوارئ لتعزيز قدرة صغار المزارعين على الصمود أمام عواقب جائحة كوفيد-19 هو مشروع بقيمة 5.8 مليون دولار أميركي (يقدم الصندوق 5 ملايين دولار أميركي منها، وحكومة هايتي 0.5 مليون دولار أميركي، ويقدم المستفيدون مساهمة عينية بقيمة 0.3 مليون دولار أميركي). وسوف يستفيد من المشروع 3,250 أسرة ريفية فقيرة (حوالي 13,000 شخص، سيكون نصفهم من النساء، و30 في المئة من الشباب).
وسوف يساعد المشروع الأسر على التعافي، وزيادة إنتاجها إلى المستويات التي كانت عليها قبل جائحة كوفيد-19، والوصول إلى الأسواق، وبناء الأمن الغذائي بتعزيز الكفاءة في الإنتاج الزراعي. وفي نفس الوقت، ستزيد تربية الحيوانات ذات الدورة القصيرة (الدواجن، والخنازير، والماعز) من توافر البروتين الحيواني في هذه المناطق الريفية النائية، مما يعوض عن النقص التغذوي التاريخي.
كما تقدم عمليات أخرى للصندوق الدعم للهايتيين في المناطق الريفية. فقد أعلن الصندوق في وقت سابق من هذا العام عن بدء العمل برقمنة الزراعة، وهو مشروع سيمكّن 132 من تعاونيات الادخار الريفية و86 من منظمات المنتجين في جميع أنحاء أميركا اللاتينية والكاريبي (22 منها في هايتي) من تعزيز خدماتها المالية وتسويق منتجاتها عن طريق شبكة الإنترنت.
ويمثّل برنامج الابتكار التكنولوجي الجاري في مجالي الزراعة والزراعة الحرجية استثماراً مشتركاً بقيمة 90 مليون دولار أميركي يشمل أموالاً من الصندوق، وحكومة هايتي، والبرنامج العالمي للزراعة والأمن الغذائي، ومصرف التنمية للبلدان الأميركية. وهو يهدف إلى نشر اعتماد التكنولوجيات الزراعية المستدامة.
والمشروع هو جزء من استجابة أوسع نطاقاً تنظمها وزارة الزراعة لمعالجة آثار جائحة كوفيد-19. وفي جهد منسّق لمانحين متعددين، يساهم العديد من وكالات الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية الأخرى في هذه الخطة، التي تتمثل أهدافها الرئيسية في إعادة إطلاق الإنتاج الزراعي، وصيد الأسماك، وتربية الأحياء المائية، وتأمين الحصول المادي، والاقتصادي، والاجتماعي على الأغذية.
ومنذ بدأ الصندوق عمله مع هايتي في ثمانينيات القرن الماضي، استثمر في 10 مشروعات في البلد تبلغ قيمتها الإجمالية 276.51 مليون دولار أميركي (125.21 مليون دولار أميركي من أموال الصندوق)، واستفادت منها 103,315 أسرة.