خاص مجلة البيئة والتنمية – عبدالهادي النجّار
يُعرض حالياً في دور السينما الفيلم الأميركي "ديب ووتر هورايزون" الذي يروي مسار الأحداث التي أدت إلى الكارثة النفطية التي تسببت بها شركة بريتيش بتروليوم في خليج المكسيك على بعد نحو 65 كيلومتراً جنوب شرق ساحل لويزيانا.
يصنّف الفيلم ضمن فئة أفلام الكوارث المتعلقة بالبيئة التي أنتجت هوليوود الكثير منها. إلا أن ما يميّزه هو اعتماده على أحداث حقيقية وليس على أحداث خيالية، وبالتالي ظهر كدراما وثائقية أقرب إلى فيلم "إرين بروكوفيتش" الذي يعرض قصة تحريات سيدة متدربة في مكتب محاماة من أجل إثبات التلوث الكيميائي الناتج عن إحدى الشركات، منه إلى فيلم خيال علمي مثل "يوم ما بعد غد" الذي يدور حول دخول الأرض في عصر جليدي مفاجئ نتيجة التغير المناخي.
الكارثة التي يتناولها الفيلم الجديد هي حادثة انفجار وغرق المنصة البحرية "ديب ووتر هورايزون" المخصصة لاستكشاف النفط في قاع البحر. وقد حصلت هذه الحادثة في نيسان (إبريل) 2010 وأدّت إلى أكبر تسرب نفطي عرفه العالم على مرّ العصور، إذ أشارت التقديرات الرسمية إلى تسرب نحو 780 ألف متر مكعب من النفط إلى مياه خليج المكسيك بفعل الحادثة. ولا يزال هذا التسرب مستمراً إلى يومنا هذا، وإن بكميات ضئيلة لا تؤثر على الحياة المائية بعد إغلاق البئر في أيلول (سبتمبر) 2010.
يدور الفيلم حول تقصير الإدارة التنفيذية للمنصة في إجراء الاختبارات على الإسمنت الذي جرى حقنه في جدران البئر الاستكشافية، وذلك بهدف توفير بضع مئات آلاف الدولارات وتدارك التأخير الحاصل في تنفيذ الأعمال. وقد تسبب هذا الخلل في حصول تسرب غازي ضخم أدى إلى انفجار المنصة ومقتل 11 عاملاً كانوا على متنها من أصل 126 شخصاً، وبلغت خسائر شركة بريتيش بيتروليوم ما يقارب 54 بليون دولار دفعتها لتنظيف التلوث والتعويض عن الخسائر البيئية والاقتصادية وغرامات أخرى.