إذا كنت تظن أن الدجاجة كائن لا حيلة له ومحدود التفكير، فعليك مراجعة تقديراتك. لقد أظهرت دراسة أميركية أن الدجاج يملك شخصيات متمايزة بعضها عن بعض، ويستطيع التعلم عن طريق الاستنباط، وهي قدرة يتعلمها البشر بعمر السابعة.
الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من مجلة Animal Cognition المحكّمة تناولت علم النفس والمشاعر الخاصة بأكثر الحيوانات الداجنة وفرة في العالم: الدجاج. وقد أظهرت أن الدجاج يتمتع بحس واضح تجاه الأرقام، حتى أن الصيصان التي فقست حديثاً تستطيع التمييز بين الكميات، وهي قادرة في عمر خمسة أيام أن تحدد بنجاح الكمية الأكبر بين كميتين متباينتين.
وفي تجربة الكرة التي تتحرك وفق مسارات محددة، استطاعت هذه الطيور تذكر مسار الكرة عند اختفائها لمدة تصل إلى 180 ثانية بعد رؤيتها تتحرك نحو دقيقة واحدة، وهذا الأداء يشابه أداء معظم الحيوانات من رتبة الرئيسيات في الظروف المشابهة.
كما أثبتت التجارب أن الدجاجة تملك القدرة على ضبط النفس بهدف الحصول على مكافأة أفضل من الطعام. وكل دجاجة تدرك موضعها في تراتبية النقر. وهاتان الخاصتان تدلان على وجود وعي ذاتي لديها.
أظهرت الدراسة أن الدجاج يتواصل معتمداً على عروض بصرية وما لا يقل عن 24 لفظاً مميزاً. وتستطيع الدجاجة أن تُعلم بقية الدجاج بالخطر عند الحاجة، وهذا يتطلب مستوى معينا من الوعي الذاتي والقدرة على إدراك توجهات الحيوانات الأخرى، وهو أيضا من ملكات الحيوانات الاجتماعية والذكية بما فيها الرئيسيات.
هذه الطيور، حسب الدراسة، قادرة على اختبار مجموعة من المشاعر السلبية والإيجابية المعقدة، بما في ذلك الخوف والترقب والقلق، وهي تتخذ قراراتها وفق ما تراه الأفضل. كما تتصف بشكل بسيط من التعاطف، فالدجاجة الأم تؤثر على سلوك صغارها بما تملكه من سمات شخصية. ويمكن للدجاجة أن تقوم بخداع أقرانها والتعلم منها.