حذر خبراء البيئة من الأزمة التي تسببها أقنعة الوجه، حيث يتم التخلص من ثلاثة ملايين قناع وجه كل دقيقة نتيجة جائحة فيروس كورونا. ويحذر الخبراء من أن ذلك قد يؤدي قريباً إلى كارثة بيئية، حيث يتم ارتداء أغطية الوجه من جانب غالبية الأفراد في جميع أنحاء العالم من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا.
ووفقا، لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإنها تشكل خطراً أكبر على البيئة من الأكيا، نظراً لوجودها في كل مكان، وحقيقة أنه لا توجد طريقة لتطهيرها وإعادة تدويرها بأمان.
ويصف الخبراء الكمية الهائلة من أقنعة الوجه التي يتم ارتداؤها والتخلص منها بأنها "قنبلة موقوتة"، ويضيفون أن رمي النفايات يتسبب في تحلل الأقنعة إلى ألياف دقيقة خطيرة، وقد تنقل أيضاً مواد كيميائية ضارة إلى البيئة.
ويحذر الباحثون من أنه مع تزايد التقارير حول التخلص غير المناسب من الأقنعة، من الضروري التعرف على هذا التهديد البيئي المحتمل ومنعه من أن يصبح مشكلة البلاستيك التالية.
وعلى الرغم من أن أقنعة الوجه التي يمكن التخلص منها ممتازة في الحد من انتقال الفيروس، إلا أنها صعبة عندما يتعلق الأمر بإعادة التدوير، لأنها مصنوعة من العديد من المواد المختلفة.
وأوضح الباحثون أن الأقنعة الجراحية الشائعة التي تستخدم لمرة واحدة مصنوعة من ثلاث طبقات، وتتكون الطبقة الخارجية من مادة غير ماصة (مثل البوليستر) تحمي من تناثر السوائل، والطبقة الوسطى عبارة عن أقمشة غير منسوجة، والتي تمنع القطرات والهباء الجوي من خلال التأثير الكهرستاتيكي، والطبقة الداخلية مصنوعة من مادة ماصة مثل القطن لامتصاص البخار.
كل هذا يضمن الترشيح الكافي والراحة والمتانة لحماية مرتديها والآخرين من القطرات المعدية التي قد تحتوي على مسببات الأمراض، ولكن أصبح إنتاج أقنعة الوجه الآن يساوى الزجاجات البلاستيكية، بحوالي 43 بليون قطعة في الشهر.
في حين أنه نظراً للجهود التي يبذلها دعاة الحفاظ على البيئة لتحسين إعادة التدوير على مدار سنوات عديدة، تتم الآن إعادة تدوير زجاجة واحدة من كل أربع زجاجات بالكامل، وفي المقابل، لا توجد أقنعة يمكن إعادة تدويرها.
وإذا تم رمي الأقنعة بتهور في الطبيعة، فإنها تتحلل إلى ألياف دقيقة وألياف نانوية بلاستيكية في غضون أسابيع، وتشكل هذه الألياف الصغيرة، التي يقل حجمها عن 5 مم و 1 مم، خطراً كبيراً على صحة الإنسان والحيوان. (عن "اليوم السابع")