نظم المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) اليوم ندوة حول "أهداف التنمية المستدامة في مناخ عربي متغير". وذلك في مدينة برشلونة الإسبانية، خلال الاجتماع السنوي لمبادرة تغيير أنماط الاستهلاك والإنتاج في بلدان حوض المتوسط (سويتش-ميد). وتعمل هذه المبادرة على دعم وربط الجهات المعنية بالاستهلاك والإنتاج المستدامين في منطقة جنوب حوض المتوسط، من خلال ابتكارات اجتماعية وبيئية، بدعم من الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب). وهي تجمع نحو 500 مبدع من ثمانية بلدان متوسطية في لقائها السنوي.
ضمت جلسة أهداف التنمية المستدامة، التي أدارها أمين عام "أفد" نجيب صعب، ثلاثة متحاورين، هم ميشيل جاندرو ماسالو نائبة رئيس المجموعة الأكاديمية للتنمية، وحسام علام المدير الإقليمي للبرامج في مركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا (سيداري)، وسابين غصن من وزارة البيئة اللبنانية.
قدّم صعب موضوع الجلسة عارضاً التحديات الرئيسية التي تواجه البلدان العربية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وخلص إلى أن الاتكال على تطبيق الطرق التقليدية لن يسمح لغالبية الدول العربية حتى بالبقاء على الوضع الذي كان سائداً عام 2010، وبالتأكيد لن يتيح لها تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول سنة 2030. وعرض مبادئ النهج الذي يدعو إليه "أفد"، على أساس دمج مبادئ التنمية المستدامة في خطط إعادة الإعمار في البلدان التي تعاني من الحروب والنزاعات والاضطرابات السياسية. وشدد على الحاجة إلى نهج ترابطي يجمع قضايا المياه والطاقة والغذاء مع تأثير تغير المناخ.
وتناولت جاندرو ماسالو دور التربية والأبحاث في الارتقاء بالتنمية. وركز علام على الاقتصاد الأخضر كمسار انتقالي سلس إلى تنمية محورها الإنسان، ما يخلق وظائف حقيقية ويحافظ على رأس المال الطبيعي.
وتحدثت سابين غصن من وزارة البيئة اللبنانية عن دور برامج التعاون الدولي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بتفعيل الموارد المحلية. وعرضت كنموذج لذلك مشروع مكافحة التلوث الصناعي الذي يتم تنفيذه بتمويل من البنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، بالتعاون مع المصرف المركزي. ويتيح المشروع للمصانع الحصول على قروض ميسرة للتحول إلى أساليب انتاج أنظف، شرط تقيدها بشروط شهادة الالتزام البيئي.
وبرز ضمن المبادرات الإبداعية العملية التي قدمها شباب من دول المتوسط مشروع لتحويل أكياس النايلون المستعملة إلى حقائب يدوية أنيقة، عرضته مصممة الغرافيك اللبنانية نور قيس.