يمثل الانتشار الواسع لمادة النيترات من جراء النشاطات الزراعية المفرطة، خطراً صحياً وبيئياً يهدد السكان والزراعات في وادي ولاية كاليفورنيا المركزي الذي يوصف بأنه "سلة الفواكه والخضر" في الولايات المتحدة.
فعلى مدى سنوات، كان كريستوبال تشافيز يشرب الماء من دون أن يتصور أنه يواجه مع زوجته وأطفاله خطر التسمم. وقبل أشهر، أجرى مركز "كوميونيتي ووتر سنتر" المتخصص في قضايا تلوث المياه، اختباراً على عينات من الماء مسحوبة من بئره وخلص إلى وجود كميات من النيترات توازي ضعفي الحد الأقصى المسموح به وفق معايير السلامة.
وتأتي هذه المستويات المرتفعة من النيترات من ملايين الأطنان من الأسمدة التي استخدمها المزارعون على مدى عقود وتسللت إلى المياه الجوفية. وتفيد دراسة أجرتها جامعة "يو سي دافيس" بأن 250 ألف شخص مهددون بسبب تعرّضهم لمادة النيترات في المنطقة.
كذلك، فإن مشكلة النيترات ليست غريبة على فرنسا، إذ تمثل المصدر الثاني للتلوث الزراعي، كما أنها موقع ملاحقات أمام مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
وتجمع منظمات دولية، أبرزها منظمة الصحة العالمية والهيئات الصحية الأميركية، على خطر هذه المواد التي تمثل تهديداً خاصاً للأطفال والنساء الحوامل، ويمكن أن تتسبب بأعراض قد تكون قاتلة تعرف بمتلازمة "الطفل الأزرق"، عبر إبطاء عملية نشر الأوكسيجين في الخلايا أو زيادة معدلات سقوط الحمل والتشوهات الخلقية. ويعزى إلى هذه المادة أيضاً تسببها بمشكلات رؤية وأخرى في الغدة الدرقية، إضافة إلى بعض أنواع السرطان.