أفاد علماء فلك أمس أنهم رصدوا دليلاً على وجود رذاذ بخار ماء يتصاعد من القمر "يوروبا" التابع لكوكب المشتري، في كشف قد يسهل التحقق من وجود حياة في المحيط الدافئ المالح تحت سطحه الجليدي. وهي المرة الأولى التي يضع فيها العلماء أيديهم بشكل حاسم لا على أثر لماء مختفٍ تحت التربة كما في المريخ، أو عينات صغيرة جداً، بل ينابيع عملاقة تضخ الماء لمسافات مرتفعة جداً ومرئية من الفضاء.
وقالت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) إن التلسكوب الفضائي هابل رصد الرذاذ من مسافة 200 كيلومتر فوق سطح يوروبا، ويفترض أن يكون مادة مطيرة عائدة إلى سطحه. ويصف العلماء يوروبا بأنه أحد الأجرام المتوقع وجود حياة عليها داخل المنظومة الشمسية وراء الأرض وفيه محيط عالمي تبلغ كمية مياهه ضعف إجمالي ما تحويه بحار الأرض، ويقع تحت طبقة من الجليد الصلب الشديد البرودة غير المعروفة سماكتها. ويبلغ قطر يوروبا نحو 3100 كيلومتر وهو أصغر قليلاً من قمر الأرض. ويدور حول المشتري أربعة أقمار وهو ثاني أقرب الأربعة إلى الكوكب الضخم. وقال العلماء إن التلسكوب لاحظ الرذاذ ثلاث مرات في 2014 أغلبها حول المنطقة القطبية الجنوبية للقمر يوروبا.