استفادت بلدة فيلدبولسريد في ولاية بفاريا الألمانية منذ عام 2000 من العصر الذهبي لمصادر الطاقة المتجددة، معتمدة فكرة بسيطة مفادها أن عملية الانتقال في مجال الطاقة يجب أن تكون من فعل جميع السكان ليستفيدوا منها جميعاً.
ففي العام 2015، أنتج سكان البلدة الهانئة الواقعة عند أقدام جبال الألب والبالغ عددهم 2600 نسمة أكثر خمس مرات من حاجتهم الاستهلاكية من الطاقة، بفضل إحدى عشرة توربينة هواء احتلت تلة تطل على البلدة الملقبة "بلدة الطاقة الشمسية". وهم يهدفون في سنة 2016 إلى أن يزيد الإنتاج سبع مرات عن الاستهلاك بمساعدة مزيج من الطاقة الهوائية والألواح الضوئية الشمسية والحرارة الجوفية واستغلال الكتلة الحيوية والاقتصاد في الطاقة. وباتت كل الأبنية العامة في البلدة تتمتع بالاكتفاء الذاتي وبعضها ينتج أكثر مما يستهلكه. وتسجل المدينة ربحاً سنوياً بعد بيع فائض مقداره نحو ستة ملايين يورو إلى مزود كهرباء محلي.
واستفادت البلدة من نظام دعم سخي جداً منذ مطلع الألفية يضمن، في إطار تحفيز مصادر الطــاقة البديلة، الأولوية للكهرباء المراعية للبيئة في تغذية الشبكة بسعر ثابت. وتشكل هذه الآلية حجر الزاوية في العملية الانتقالية في مجال الطاقة في ألمانيا التي هي في طور التخلي عن الطاقة النووية. ويتوقع أن تؤمن مصادر الطاقة المتجددة 80 في المئة من استهلاك الكهرباء في البلاد بحلول سنة 2050.