وقعت 175 دولة اتفاق باريس حول المناخ في الأمم المتحدة يوم الجمعة، في رقم قياسي لعدد الموقعين على اتفاق دولي في يوم واحد. وكانت البلدان العربية في عداد الموقعين، باستثناء السعودية وسورية والعراق واليمن.
افتتح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عملية التوقيع التي شملت رؤساء دول وحكومات ومسؤولين، في مقدمهم أكبر دولتين ملوثتين في العالم: الولايات المتحدة والصين. وحضر وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى المنصة وهو يحتضن إحدى حفيداته ما دفع الحاضرين إلى التصفيق له بحرارة وهو يوقع الاتفاق.
وتوقيع الاتفاق، الذي أبرم في باريس في كانون الأول (ديسمبر) الماضي بهدف حصر الاحترار المناخي، يعزز الآمال بتحرك سريع في مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري. وهو يُشكل خطوة أولى نحو إلزام الدول بتطبيق الوعود التي قطعتها في مجال وقف انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب الاحترار العالمي وتغير المناخ، وأهمها ثاني أوكسيد الكربون الناجم عن احتراق الوقود في المصانع ومحطات الطاقة ووسائل النقل.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: «إنها لحظة تاريخية... لم يوقع أبداً مثل هذا العدد الكبير من الدول اتفاقاً دولياً في يوم واحد... اليوم توقعون عهداً جديداً مع المستقبل".
ودعا هولاند العالم، وخصوصاً الاتحاد الأوروبي، إلى ترجمة اتفاق باريس "أفعالاً" لمواجهة الوضع الملح، مضيفاً: «الأشهر الماضية كانت الأكثر سخونة في السنوات المئة الماضية... يجب التحرك بسرعة".
ويُلزم اتفاق باريس موقعيه السعي إلى ضبط ارتفاع معدل حرارة الكرة الأرضية بحدود «أقل بكثير من درجتين مئويتين» وإلى مواصلة الجهود لئلا يتجاوز 1.5 درجة. وهذا الهدف الطموح جداً يتطلب إرادة راسخة ومئات بلايين الدولارات من أجل الانتقال إلى موارد طاقة نظيفة.
لكن التوقيع ليس إلا مرحلة أولى، فالاتفاق لن يسري إلا بعد مصادقة برلمانات 55 بلداً، هي مسؤولة عن 55 في المئة على الأقل من انبعاثات غازات الدفيئة، ما قد يتم اعتباراً من 2017.
وأعلنت الصين والولايات المتحدة أنهما ستصدقان على الاتفاق هذه السنة، لكن الاتحاد الأوروبي قد يفعل بذلك في غضون سنة ونصف السنة. فالوقت يداهم، إذ اعتبر شهر آذار (مارس) 2016 الأكثر سخونة على الإطلاق بحسب الأرصاد الأميركية. وتم كسر درجة الحرارة القياسية لمدة 11 شهراً متتالية، في حدث غير مسبوق طوال 137 عاماً من القياسات.
وفي الولايات المتحدة تم التفاوض على الاتفاق بحيث يتجنب الرئيس الأميركي باراك أوباما طلب موافقة الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون الرافضون للنص.
ورحبت الأميرة للا حسناء، شقيقة العاهل المغربي محمد السادس، بقمة تغير المناخ التالية COP22 التي ستعقد في مراكش في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. ودعت باسم ملك المغرب إلى "توجيه جهود جماعية لتفعيل مقتضيات الاتفاق الشامل والمتوازن والمنصف" المبرم في باريس.
الصورة: وزير البيئة المصري خالد محمد عبدالعال يوقع اتفاق باريس