يعاني لؤلؤ تاهيتي الذي يعتبر أحد أعمدة اقتصاد بولينيزيا الفرنسية من انعكاسات الاحتباس الحراري. هذا اللؤلؤ يرى النور على مسافة مئات الكيلومترات من جزيرة تاهيتي. فمحار «بينكتادا مارغاريتيفيرا» الذي يعطي اللؤلؤ "يزرع" في بحيرات شاطئية في جزر ارخبيل تواموتو وأرخبيل غامبييه المرجانية. ويعمل في مزارع اللؤلؤ نحو سبعة آلاف شخص.
وحقق هذا اللؤلؤ، الذي يتعرف عليه محبو الحلي سريعاً بفضل لونه المتقزح ولمعانه المميز، نحو 75 مليون دولار لبولينيزيا الفرنسية في العام 2014، ما شكل 69 في المئة من عائدات صادراتها. وهو يباع خصوصاً في هونغ كونغ واليابان. وتأخذ الحكومة البولينيزية التهديد المناخي الذي يطال هذا النشاط بجدية كبيرة، وقد أطلقت برنامج أبحاث وتطوير تشارك في تمويله الجهات الخاصة العاملة في القطاع.
وتمت الاستعانة بعلماء للعناية بالمحار قبل 15 سنة للعمل على تحسين نوعيته وألوانه (زهري وباذنجاني وأزرق وأخضر وسكري ورمادي)، وأيضاً لمواجهة الاحتباس الحراري.
ويقول جيل لو مولاك الباحث في مركز المحيط الهادئ التابع للمعهد الفرنسي لاستغلال البحار: «يؤدي الاحتباس الحراري إلى ارتفاع حرارة المياه ومعدل الحموضة فيها. والسؤال هو هل يمكن لهذا المحار أن تصمد في وجه ذلك؟»
في أبنية هذا المركز وضع المحار في أحواض مياه يتماشى مستوى حموضتها مع توقعات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بعد 50 سنة وبعد قرن من الآن. وأتت النتائج مشجعة إذ يؤكد لو مولاك: «لم نسجل أي تأثير على نمو اللؤلؤ. ربما تكون اللؤلؤة محمية في الجيب الداخلي مع أن قوقعة المحار قد ضعفت بسبب حموضة المياه".