تتوقَّع الصين تسجيل نحو ثلاثة ملايين مولود إضافي سنوياً، بعد تخلّيها رسمياً عن سياسة الطفل الواحد في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) والسماح لكل عائلة بإنجاب طفلين.
ويأتي هذا التليين التاريخي للسياسة بعد 35 عاماً على فرض ضوابط قاسية على الولادات واجهت إدانات بسبب الانتهاكات التي جرت في إطارها، وخصوصاً الإجهاض القسري والخلل في التوازن السكاني الذي أدت إليه، وخصوصاً شيخوخة السكان وتجاوز الذكور عدد الإناث.
ويجيز هذا التعديل لنحو 90 مليون امرأة صينية إنجاب طفل ثان، كما أعلن نائب وزير شؤون الصحة والتخطيط العائلي وانغ بايان أمس. غير أنَّ أعمار نصفهن تتراوح بين 40 و49 عاماً، ما يحدّ رغبتهنّ أو قدرتهنّ على الإنجاب مجدداً.
وقبل إعلان بيجينغ الأخير، كانت 50 مليون امرأة يستفدن من الحقّ في إنجاب طفلين نتيجة استثناءات عدّة لسياسة الطفل الواحد مُنحت إلى الأقليات الإتنية والعائلات المقيمة في الأرياف، التي يكون مولودها البكر فتاة وإذا كان أحد الوالدين ابناً وحيداً.
لكن الكثير من الأزواج الصينيين يتردّدون اليوم في إنجاب طفل ثانٍ، بسبب ارتفاع أسعار العقارات وتكاليف التعليم والتبعات على حياتهم المهنية، وسط مناخ اقتصادي سيئ.
مع ذلك، أكد وانغ أنَّ إجازة إنجاب طفلين ستؤدّي إلى نحو ثلاثة ملايين مولود إضافي سنوياً في السنوات الخمس المقبلة. وقد ولد 17 مليون طفل تقريباً في العام 2014. بالنتيجة، سيؤدي ارتفاع عدد السكان إلى مضاعفة حجم السكان العاملين إلى نحو 30 مليون شخص حتى 2050. وبحسب وانغ، "على المدى القصير، سيعزّز هذا الإجراء الاستهلاك في قطاعات العقارات والتعليم والرعاية الصحية والسلع الاستهلاكية اليومية وسيحفز الاستثمارات والتوظيف».