تواجه المزارع مشكلة مع رائحة روث الحيوانات. إلا أن مزرعة «هومستيد ديري» الأميركية جعلت رائحة المال تفوح من هذا السماد الطبيعي، بعد استخدامها جهازاً قادراً على استخراج الغاز الحيوي وتحويله إلى طاقة كهربائية.
أنشأ القائمون على هذه المزرعة العائلية وحدة لاستخراج الغاز الحيوي من روث الأبقار ونفايات أخرى واستخدامه في توليد تيار كهربائي كافٍ لتغذية ألف منزل، وتشتريه حالياً شركة الكهرباء المحلية. ويقول فلويد هوين، الذي تملك عائلته المزرعة الواقعة في ولاية إنديانا: «السبب الرئيسي الذي دفعنا إلى القيام بذلك هو القضاء على الروائح من أجل الجيران».
وتصب مزارع المواشي مجاريرها عادة في بحيرات مفتوحة، فتنبعث الروائح الكريهة وغاز الميثان وثاني أوكسيد الكربون وهما الغازان الرئيسيان المسببان للاحتباس الحراري، وقد تلوث المياه الجوفية إذا تغلغلت مع مياه الأمطار والفيضانات.
وبحسب تقديرات الوكالة الأميركية لحماية البيئة، ساهمت «هومستيد ديري» ومزارع المواشي الأخرى في الولايات المتحدة التي اعتمدت النظام عينه والبالغ عددها 246 في تجنب انبعاث أكثر من ثلاثة ملايين طن من غازات الاحتباس الحراري العام الماضي. وتوازي هذه الخطوة سحب أكثر من 630 ألف سيارة من الطرقات.
وتضم الولايات المتحدة نحو 8000 مزرعة ألبان كبيرة بما فيه الكفاية لاعتماد نظام هاضم الغاز الحيوي اللاهوائي الذي يستند إلى الحرارة لتسريع تحلل المواد العضوية. وبحسب تقديرات الوكالة، من شأن الكهرباء المولدة من هذا النظام أن تكفي نحو مليون أسرة، كما يمكن أن توازي كمية الغازات المُزالة سحب أربعة ملايين سيارة من الطرق.
ويتم حاليا استخدام نظام استعادة الغاز الحيوي في منشآت معالجة المجارير، وإحراق النفايات، ومصانع الجعة. وتقول آليسون كوستا من وكالة حماية البيئة: «الحكومة الفدرالية ملتزمة إحراز تقدم في هذا المجال الذي سيساعدنا في مواجهة بعض التحديات المرتبطة بالبيئة والطاقة». وتؤكد أن المشكلة تكمن في التمويل وجعل المشروع جذاباً للمصارف لمنح القروض.