قرر قادة معظم البلدان الصناعية الكبرى أمس الإثنين "فطم" اقتصاداتها عن الوقود الكربوني، ما يشكل خطوة رئيسية في المعركة ضد الاحترار العالمي ويزيد فرص التوصل الى اتفاقية مناخية دولية أواخر هذه السنة.
هذا التعهد الطاقوي لمجموعة السبع G7 توّج قمة ناجحة استمرت يومين في ضيافة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي أعادت إحياء صفتها "مستشارة مناخ" واستطاعت تمتين صداقة ألمانيا مع الولايات المتحدة، خلال الاجتماع الذي عقد في قلعة "شلوس إلماو" في بافاريا.
تعهد قادة مجموعة السبع في بيان رسمي بوضع استراتيجيات منخفضة الكربون والتخلي عن الوقود الأحفوري بحلول نهاية هذا القرن. وجاء في البيان: "نلتزم القيام بدورنا لتحقيق اقتصاد عالمي منخفض الكربون في المدى الطويل، بما في ذلك تطوير ونشر تكنولوجيات مبتكرة تسعى إلى تحول في قطاعات الطاقة بحلول سنة 2050". ودعوا بقية بلدان العالم للانضمام الى مسعاهم، قائلين إنهم سيسرّعون سبل الوصول الى الطاقة المتجددة في أفريقيا ويكثفون دعمهم للجهود التي تبذلها بلدان معرضة للخطر في إدارة قضايا تغير المناخ.
وأيّد قادة مجموعة السبع تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة العالمية ضمن مدى أوصت به الهيئة الحكومية المشتركة المعنية بتغير المناخ، كما أيدوا هدفاً عالمياً لحصر ارتفاع معدل درجات الحرارة ضمن درجتين مئويتين بالمقارنة مع مستويات ما قبل الثورة الصناعية. وفي حين لم يتفقوا على أي أهداف جماعية فورية لتخفيض الانبعاثات، التي ضغط الأوروبيون على شركائهم في المجموعة من أجل إقرارها، غير أنهم قالوا إن مؤتمر المناخ في باريس أواخر هذه السنة يجب أن يتوصل الى اتفاقية تتمتع بقوة قانونية، بما في ذلك قواعد ملزمة، لمكافحة تغير المناخ.
ورحبت جماعات الضغط البيئية بالتزامات القمة، بعدما اعتادت انتقاد مواقف الاقتصادات المتقدمة بشأن تغير المناخ. فأعلنت شبكة Avaaz العالمية أن "مجموعة السبع التي استضافتها ميركل تقول وداعاً للوقود الأحفوري". واعتبرت منظمة غرينبيس أن "إلماو أنجبت"، مضيفة أن "الرؤية لمستقبل من الطاقة المتجددة مئة في المئة بدأت تتبلور".
الصورة: المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الأميركي باراك أوباما يتوجهان مع مشاركين آخرين في قمة مجموعة السبع لأخذ صورة تذكارية