أقلعت الطائرة «سولار إمبالس 2» من الصين أمس متوجهة إلى هاواي، في أخطر مراحل رحلتها حول العالم. وسيضطر خلالها الطيار السويسري أندريه بورشبرغ للصمود ستة أيام وست ليالٍ متواصلة بمفرده.
تعمل الطائرة بالطاقة الشمسية ولا تصرف أي قطرة وقود. وأقلعت ليل السبت - الأحد من مدينة نانكين في شرق الصين حيث كانت موجودة منذ 21 نيسان (أبريل). وقد أرجئ إقلاعها مراراً بسبب أحوال جوية غير مؤاتية، خصوصاً تراكم الغيوم فوق نانكين وبحر اليابان.
ويشكل عبور المحيط الهادئ تحدياً تكنولوجياً وإنجازاً في مجال الطيران. وسيقود بورشبرغ الطائرة، المزودة بأربعة محركات كهربائية و17248 خلية شمسية مثبتة على جناحين بطول 72 متراً، محلقاً على ارتفاع 8400 متر خلال النهار للاستفادة من أشعة الشمس، لشحن بطاريات الليثيوم أيون وتخزين الطاقة لاستخدامها أثناء التحليق ليلاً على ارتفاع منخفض لا يتجاوز 1000 متر. وسيتعرض خلال الرحلة لدرجات حرارة تتقلب بين 35 درجة مئوية في الارتفاعات المنخفضة و20 درجة مئوية تحت الصفر في الأعالي. وعليه الصمود ليجتاز مسافة 8500 كيلومتر. وسينام لفترات متقطعة من 20 دقيقة فقط، فيما جهّز مقعده الذي لن يتمكن من مغادرته بمرحاض.
وطوال فترة الرحلة، سيكون بورشبرغ على اتصال دائم عبر الأقمار الاصطناعية مع مركز المراقبة في موناكو، الذي يضم 20 خبيراً يتولون وضع السيناريوهات المحتملة وتزويد قائد الطائرة بالمعلومات. وفي حال وقوع عطل خطير خلال الرحلة، على الطيار السويسري أن يقفز بالمظلة إلى المحيط على مسافة مئات الكيلومترات من أي فرق إغاثة.
وقد انطلقت «سولار إمبالس 2» من أبوظبي في 9 آذار (مارس) 2015، في رحلة حول العالم ترويجاً لمصادر الطاقة المتجددة. وتوقفت في سلطنة عمان، ومنها توجهت إلى الهند ثم بورما قبل أن تصل إلى الصين.
وبعد التوقف في هاواي، سيحلق الطيار السويسري الآخر برتران بيكار بالطائرة شرقاً نحو فينيكس في الولايات المتحدة، قبل المحطة التالية في الغرب الأوسط، ومن ثم إلى مطار جون كينيدي الدولي في مدينة نيويورك. وبعدها ستعبر الطائرة المحيط الأطلسي نحو محطتها قبل الأخيرة التي ستكون إما في جنوب أوروبا وإما في شمال أفريقيا، قبل العودة إلى المدينة المضيفة أبوظبي ختاماً لرحلتها العالمية.
وبدعم من مبادرة "مصدر" في أبوظبي، الشريكة في المشروع، أطلقت سولار إمبالس حملة #FutureIsClean على الموقع الإلكتروني
www.FutureIsClean.org لتحفيز الأفراد والمنظمات والدول على اتخاذ خطوات عملية تساهم في تحقيق مستقبل أفضل للطاقة.
الصورة: "سولار إمبالس 2" تقلع من مطار نانكين في الصين