خاص بمجلة "البيئة والتنمية"، شمال سورية، 1 حزيران (يونيو) 2015
نشر "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش) أمس عبر وسائل التواصل الاجتماعي أربع صور عما وصفها بحديقة الحيوانات في تدمر، من دون أي معلومات إضافية باستثناء الإشارة إلى أن حيوانات الحديقة هي في رعاية "الدولة الإسلامية".
وفي حين أن اثنتين من الصور المنشورة هما لطائر الطاووس وطيور النعام، فإن الصورتين الأخريين هما لأندر الحيوانات في سورية، غزال الرمل والمها العربي، التي يتم إكثارها ضمن محمية التليلة على بعد 30 كيلومتراً جنوب شرق مدينة تدمر.
من الواضح أن الصور ملتقطة ضمن مدينة تدمر التي استولى عليها التنظيم بتاريخ 20 أيار (مايو) 2015. ويبدو أن إدارة محمية التليلة كانت مجبرة على نقل عدد من الغزلان والمها إلى حظيرة داخل تدمر لتجنب المواجهات التي كانت تجري قرب تدمر، وذلك قبل أن تقع تدمر نفسها في أيدي التنظيم.
ويصنف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) غزال الرمل، أو الريم، ضمن الكائنات المهددة بالانقراض. وكان هذا النوع منقرضاً بالفعل في سورية حتى عام 1996 حين تم جلب 30 غزالاً من الأردن وجرى إكثارها في محمية التليلة. وكان عدد رؤوس غزلان الرمل في المحمية عام 2010 بحدود 700 رأس.
أما المها العربي فهو مدرج على أنه عرضة للانقراض في قوائم IUCN، وقد أعيد إدخاله إلى البادية السورية أيضا نهاية عام 1996 بفضل هدية من الأردن تشتمل على ثمانية رؤوس. وكل مهاة في المحمية موسومة وتحمل اسماً خاصاً بها، ولها سجل تتبع لحياتها. وقد بلغ العدد الكلي للمها في سورية 155 رأساً في أيلول (سبتمبر) 2010.
وكانت السلطات السورية أطلقت عشرات من غزلان الرمل وعدداً أقل من المها العربي في محميتي طول العبا ومرج السلطان عام 2010. إلا أن كلتا المحميتين تقعان في مناطق غير مستقرة، إذ تقع الأولى ضمن حدود محافظة الرقة التي يسيطر عليها "تنظيم الدولة"، فيما تقع الثانية ضمن ريف دمشق الذي يشهد اشتباكات بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة.
المها العربي وغزال الرمل هما من الحيوانات الأصيلة المتوطنة في بادية تدمر. وأحد النصب الأثرية الذي عثر عليه في معبد الربة اللات يمثل أسداً يحمي مهاة عربية، وقد نُقش على القدم اليسرى للأسد كتابة تدمرية تقول "الربة تبارك كل من لا يسفك الدم في معبدها".