وقعت "طيران الإمارات" عقداً لرعاية سلسلة الأفلام الوثائقية "البرّية الأخيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة"، التي تسلط الضوء على التنوع الحيوي الثري في البلاد. وتوفر السلسلة معلومات متميزة عن عمليات التكيف التي مكنت أنواعاً حية من البقاء ضمن بيئة شبه الجزيرة العربية ذات الظروف المناخية القاسية، كما تستعرض بعضاً من الإنجازات التي حققتها الإمارات في مجال الحفاظ على البيئة.
تضم سلسلة الأفلام الوثائقية ثلاثة أجزاء، مدة كل منها 60 دقيقة. يركز الجزء الأول على الأنظمة البيئية الخاصة بالجبال والوديان، ويتناول الجزء الثاني الأنظمة البيئية الخاصة بالصحارى، بينما يتطرق الجزء الثالث الى البيئة البحرية للإمارات.
وقال باتريك برانلي، نائب رئيس طيران الإمارات لتجربة العملاء في الترفيه والتواصل في الأجواء: "من خلال دعم إنتاج هذه السلسلة الوثائقية، وبثها لاحقاً في الأجواء على متن طائراتنا، نأمل في تعزيز الروابط مع الملايين من عملائنا حول العالم، ورفع مستوى وعيهم بشأن الجمال الطبيعي الذي تزخر به الأنظمة البيئية البرية والبحرية في دولة الإمارات".
وسوف يتولى جوناثان علي خان إنتاج الأفلام الوثائقية وإخراجها. وهو مخرج متخصص في أفلام التاريخ الطبيعي، قام بالتجوال والتصوير في الصحارى والجبال والمناطق الساحلية عبر شبه الجزيرة العربية على مدى الـ27 عاماً الماضية. وهو يقول: "توثق هذه الأفلام التنوع الحيوي الحقيقي والمدهش في منطقة يتصور غالبية الناس أنها مجرد بيئة جافة لا يعيش فيها الكثير من الأحياء البرية. وسوف تتناول التاريخ الطبيعي والحياة البرية وحتى السلاسل الغذائية على اليابسة وفي أعماق البحر، وتكشف النقاب عن سبل التعامل مع الظروف البيئية والحفاظ على توازن النظام الطبيعي في هذه الأرض الساحرة".
ويعد المها العربي مثالاً للقدرة الفريدة على التكيف والمواءمة الطبيعية مع البيئة السائدة. فهو يستطيع مواصلة حياته من دون شرب مياه، مستمداً الرطوبة التي يحتاجها من النباتات التي يتغذى عليها. وفراؤه الأبيض يقيه من وهج الشمس. إلا أن المدهش حقاً في تكيّف هذا الحيوان الرائع قدرته على خفض حرارة دمه بمقدار سبع درجات خلال الفترات الأشد حرارة على مدار اليوم. وهكذا تمكن هذا الحيوان الصحراوي من مقاومة الانقراض، بدعم من إحدى أنجح محاولات الإنقاذ البيئي لفصيلة حيوانية، حيث حققت الإمارات خرقاً بارزاً في إكثار المها العربي والحيلولة دون انقراضه.
وسوف يبدأ تصوير الأفلام الوثائقية في محمية دبي الصحراوية التي يدعمها منتجع المها الصحراوي المملوك لطيران الإمارات. وسوف ترتبط قصص الحياة البرية التي تعرضها بالمعلومات المتوافرة لدى البدو وسكان المناطق الساحلية، وتجمع بين المعرفة المحلية ومناهج البحث الأكاديمي وممارسات الحفاظ على البيئة.
ومن المنتظر عرض السلسلة أولاً على قناة "ديسكفري" في خريف 2016، وستكون ناطقة باللغة الإنكليزية مع ترجمة بالعربية. كما سيتم إنتاج نسخة ناطقة بالعربية، وعرض السلسلة في مناطق أخرى مثل أفريقيا وأوروبا. وستعرض الأفلام الوثائقية في الوقت نفسه على متن طائرات طيران الإمارات من خلال نظامها المتفوق للترفيه الجوي.
وبالإضافة إلى الأجزاء الثلاثة للسلسلة الوثائقية، سيتم إنتاج محتواها أيضاً في 12 فيلماً تسجيلياً قصيراً، مدة كل منها خمس دقائق، لبثها عبر مجموعة واسعة النطاق من قنوات التواصل الاجتماعي والمنصات الشبكية الأخرى. كما سيتم طرح الأفلام على أسطوانات DVD وتسويقها محلياً عبر منافذ التجزئة، وتوزيعها على المدارس والجامعات مجاناً، لتوعية الطلاب بالأنظمة البيئية المتنوعة في دولة الإمارات.
الصورة فوق: مهاة عربية
الصورة تحت: نوع نادر من الثعالب يعيش في شبه الجزيرة العربية