ترد أشجار في مدينة ملبورن الأوسترالية على رسائل البريد الإلكتروني للمواطنين، في إطار سعي السلطات الى تسليط الضوء على آثار تغير المناخ في بلد من المتوقع أن ترتفع فيه درجات الحرارة بشكل أكبر من معظم أنحاء العالم.
المبادرة التي يتبناها مجلس المدينة، وتضع 77 ألف شجرة في ملبورن ضمن خريطة تفاعلية، تدعو رواد الإنترنت إلى توجيه رسائل بالبريد الإلكتروني يبلغون فيها عن مشكلات مثل ميلان الشجر أو يباسه أو نقص الري. وجاءت النتائج غير متوقعة بعد أن كتب العشرات من سكان ملبورن للتعبير عن تعلقهم بأشجارهم المفضلة.
وجاء في إحدى المراسلات: "عزيزتي الشجرة الكبيرة المستديرة الجميلة التي حناها الزمان، إنك شجرتي الأثيرة، وأصلّي لدوام عملك الطيب". وجاء في رسالة أخرى: "عزيزتي شجرة الدلب الجميلة، أمر بجوارك كلما جئت إلى ملبورن. أنت رائعة. ويحزنني أن نهايتك ستكون قبل نهايتي. أتوق لرؤيتك في المرة المقبلة. أحبك".
وتساهم رسائل البريد الإلكتروني، التي يتولى موظفون الرد عليها نيابة عن الأشجار، في بناء الوعي بالتغير المناخي في ملبورن التي تعتبر أكثر مدن أوستراليا قرباً من الطراز الأوروبي بفضل هندستها المعمارية والجادات المزينة بالأشجار ذات الجذوع الكبيرة. لكن نحو ربع هذه الأشجار، ومن بينها أشجار السنديان والدردار، ستهلك بنهاية هذا العقد. وسترتفع هذه النسبة الى نحو 40 في المئة بحلول 2030. وتتسبب في التعجيل بهلاكها موجات جفاف استمرت 13 عاماً وانتهت تقريباً في 2012. وتقول وكالة العلوم الوطنية إن أوستراليا تواجه ارتفاعاً محتملاً في درجات الحرارة بأكثر من خمس درجات مئوية بحلول نهاية هذا القرن.