أظهر استطلاع للرأي وجود هوة كبيرة بين الجمهور والباحثين في الولايات المتحدة حول مسائل علمية مختلفة، بدءاً بالأغذية المعدلة وراثياً مروراً بالتغيّر المناخي وانتهاءً بنظرية التطور.
ويبدو أن الجمهور الأميركي أقل تقديراً لمستوى الأبحاث العلمية في بلده من العلماء أنفسهم. إذ يرى 92 في المئة من العلماء أن مجال البحث في الولايات المتحدة هو الأفضل في العالم، فيما لا يشاطرهم الرأي سوى 54 في المئة من مواطنيهم.
نشرت هذا الاستطلاع مجلة «ساينس» الأميركية، وهو يشير إلى وجود تباين كبير في النظرة حول الأطعمة المصنوعة من مواد معدلة وراثياً، إذ يرى 88 في المئة من العلماء أنها ليست خطرة، ولكن لا يوافقهم الرأي إلا 37 في المئة من مواطنيهم.
وتزداد الهوة اتساعاً في ما يتعلق بتغير المناخ، إذ يرى 87 في المئة من العلماء أن ارتفاع درجات حرارة الأرض ناجم عن النشاط البشري، ويخالفهم الرأي نصف السكان.
وفي ما يتصل بنظرية التطور، يعتقد 98 في المئة من العلماء أن الإنسان تطوّر من كائن يشبه القرد، في حين تنخفض نسبة المؤمنين بهذه النظرية بين صفوف الجمهور إلى 65 في المئة.
ويشرح المدير العام للجمعية الأميركية لتقدم العلوم آلان ليشنر أن التباين في الرأي بين الجمهور والعلماء له تفسيرات تختلف باختلاف المواضيع. ففي ما يتعلق بالأطعمة المعدلة وراثياً، يرى ان السبب في ذلك هو الجهل. اما في قضية الاحترار المناخي، فالسبب برأيه يعود الى مزيج من العوامل الاقتصادية، «لأن التصدي الحقيقي للمشكلات المناخية يكلّف كثيراً»، إضافة الى الجهود التي يبذلها المشكّكون في مسؤولية الإنسان عن الاحترار لإقناع الجمهور برأيهم. وأما نظرية التطور، فتمسّ الاعتقاد الديني لكثير من الأميركيين.