أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي في جلسة تصويت رمزي بأن التغيّر المناخي واقع فعلاً، ولكن الأعضاء الجمهوريين اعتبروا في جلسة تصويت ثانية أن الإنسان غير مسؤول عن ذلك، ما يعكس الخلاف السياسي حول هذه الظاهرة. وأراد الأعضاء الديموقراطيون في المجلس استغلال النقاش حول مشروع خط أنابيب «كيستون اكس ال» المثير للخلاف، للتطرق إلى قضية الاحترار المناخي، وقدموا مشروعين غير ملزمين خضعا لتصويت المجلس الذي يهيمن عليه الجمهوريون.
ينص المشروع الأول على أن «التغير المناخي حقيقة وليس وهماً» وحصل على 98 صوتاً، وبذلك يكون الجمهوريون اثبتوا أنهم لا ينكرون واقع أن حرارة كوكب الأرض ترتفع. أما المشروع الثاني الذي قدمه الديموقراطيون فينص على أن الاحترار المناخي ناجم عن النشاط البشري، ما يمس جوهر الجدل السياسي الأميركي حول مسألة المناخ. ولكن هذا المشروع لم يقرّ، إذ صوت ضده 49 من الأعضاء الجمهوريين البالغ عددهم 54. ويتخذ الجمهوريون موقفاً معارضاً من سياسة الرئيس باراك اوباما الرامية إلى خفض انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة، خوفاً من الإضرار بالمؤسسات والمصانع الأميركية. ويشكك كثيرون منهم بالدراسات العلمية التي تشير إلى مسؤولية النشاط البشري في تغير مناخ الأرض.
وقال رئيس لجنة المناخ في مجلس الشيوخ جيم انهوف: «أي غطرسة هذه التي تعتقد أن الإنسان قادر على تغيير المناخ الذي تغّير كثيراً في الماضي، اقرأوا الدراسات الأثرية». ولكن الديموقراطيين لم يفقدوا الأمل على رغم نتيجة التصويت، لاسيما لوجود عدد متزايد من الأعضاء الجمهوريين الذين باتوا يتبنون وجهة نظرهم في قضية المناخ.
وأعلن البيت الأبيض أول من أمس أن الرئيس باراك اوباما سيعيّن بريان ديسي، وهو أحد مساعديه الاقتصاديين، في منصب كبير مستشاريه في شأن المناخ، أحد أولوياته الرئيسية خلال الفترة المتبقية من رئاسته. وسيحل ديسي (36 سنة) محل جون بوديستا الذي سيرحل عن البيت الأبيض الشهر المقبل، ويُتوقع أن يرأس حملة هيلاري كلينتون إذا أصبحت مرشحة ديموقراطية في حملة انتخابات الرئاسة سنة 2016.
الصورة: السيناتور الجمهوري جايمس إنهوف يصرّ على أن "الإنسان لا يستطيع تغيير المناخ"