أطلقت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) الصيف الماضي قمرها الاصطناعي الأول المخصص لقياس مستويات ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهو غاز يحتبس الحرارة ويساهم في الاحترار العالمي. وقبل أيام، كشف علماء الوكالة عن خريطة الكربون الأولى للكرة الأرضية، التي حصل عليها "مرصد الكربون المداري – 2" (OCO – 2)، واستخدمت فيها 600 ألف نقطة بيانات التقطها المرصد منذ 1 تشرين الأول (أكتوبر) حتى 17 تشرين الثاني (نوفمبر).
تظهر الخريطة "بقعاً ساخنة" لثاني أوكسيد الكربون فوق شمال أوستراليا وجنوب أفريقيا وشرق البرازيل. وأفاد علماء "ناسا" أن معدلات الكربون المرتفعة هذه قد تكون ناتجة من الحرائق الزراعية وتعرية الأراضي لأغراض زراعية، وهي ممارسات واسعة الانتشار في ربيع نصف الكرة الجنوبي.
ويأمل علماء "ناسا" في تكوين صورة أكثر اكتمالاً لكيفية توزع ثاني أوكسيد الكربون جغرافياً وفصلياً. وهم سينظرون أيضاً الى الأماكن التي يزول منها ثاني أوكسيد الكربون.
يجري المرصد نحو مليون قياس كل يوم، مولداً عشرات آلاف النقاط البيانية، ويغطي مجمل الكرة الأرضية خلال 16 يوماً. وهو مزود بجهاز سبكترومتر يقيس مستويات ثاني أوكسيد الكربون بدقة تبلغ نحو جزء بالمليون. ويعتبر تركيز الكربون في الغلاف الجوي حالياً، البالغ 400 جزء بالمليون، الأعلى منذ 800 ألف سنة على الأقل. وهو يعني وجود 400 جزيء من ثاني أوكسيد الكربون لكل مليون جزيء من الهواء. وقبل الثورة الصناعية يقدّر أن تركيز الكربون بلغ نحو 280 جزءاً بالمليون.