بدأت الوفود العربية والدولية تصل إلى عمّان للمشاركة في المؤتمر السنوي السابع للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) الذي يفتتح أعماله تحت رعاية جلالة الملك عبد الله الثاني صباح الأربعاء المقبل في مركز المؤتمرات الملكي في فندق ميريديان. ويشارك لبنان بوفد كبير يضم وزير البيئة محمد المشنوق وعدداً من المنظمات الأهلية العاملة في مجال الزراعة والغذاء، ومجموعة من الباحثين والأساتذة والطلاب من الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية وجامعة الروح القدس الكسليك وجامعة بيروت العربية.
يناقش المؤتمر تحديات الأمن الغذائي العربي، وذلك بناء على تقرير شامل حول الموضوع، أعده خبراء المنتدى بالتعاون مع كبار الاختصاصيين والمنظمات الإقليمية والدولية. ويشارك في المؤتمر عدد من كبار المسؤولين ورؤساء الشركات والمنظمات وهيئات الاستثمار الزراعي والجامعات ومراكز الأبحاث والمجتمع الأهلي.
يلقي سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي ومؤسس منتدى غرب آسيا وشمال أفريقيا، كلمة رئيسية في المؤتمر حول دور التعاون الإقليمي في تعزيز الأمن الغذائي. ويقدم محررو تقرير "أفد" عرضاً عن أبرز نتائجه واستنتاجاته، التي تضيء على الفجوة الكبيرة في الإنتاج الغذائي في البلدان العربية. وحالياً يتم سد هذه الفجوة، التي تصل إلى نصف الاستهلاك، عن طريق استنزاف الموارد المحلية والاستيراد. ويدعو التقرير الى جملة حلول، تتمحور حول زيادة كفاءة الري ورفع معدلات إنتاجية الأراضي، وهي اليوم من أدنى المعدلات في العالم. كما يدعو الى التعاون الإقليمي للإستفادة من الميزات الطبيعية والبشرية المتفاوتة في الدول العربية. وتُنشر في التقرير للمرة الأولى مجموعة خرائط، تم إنتاجها بناء على أحدث الأرقام والمعطيات، تظهر مواقع وجود المياه العذبة والأراضي الصالحة للزراعة والأراضي الصالحة للرعي، وتبيّن الأهمية الكبرى للتعاون الإقليمي في إنتاج الغذاء. وقد تم إنتاجها بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا).
ومن المواضيع التي يبحثها المؤتمر: دور العلوم والتكنولوجيا في الأمن الغذائي، وأثر تغير المناخ والحروب على إنتاج الغذاء، وانعكاسات تقلب الأسعار على الامدادات. كما تخصص جلسة لبحث خيارات الأمن الغذائي في دول مجلس التعاون الخليجي. وتعرض هيئات عربية مبادرات ناجحة قامت بها في دولها لتعزيز إنتاج الغذاء، كما تقدم خمس منظمات من المجتمع الأهلي برامجها في مجال الزراعة والمياه.
وتكشف بعض المنظمات ومراكز الأبحاث النتائج الأولى لدراسات أعدتها حول التحديات الغذائية في العالم العربي. فيعرض المعهد الدولي للبحوث الغذائية، ومركزه واشنطن، دراسة عن بناء القدرة لمواجهة أثر الحروب على إنتاج الغذاء في المنطقة العربية، كما تقدم منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) دراسة أعدتها عن أثر النزاعات على الإنتاج الزراعي والتجارة في المواد الغذائية. وتناقش اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) مسوّدة تقريرها حول آفاق تعزيز إنتاج القمح.
وكشف أمين عام "افد" نجيب صعب أن المؤتمر يستقطب بعض كبار الاستشاريين الدوليين في استراتيجيات التنمية الزراعية، مثل لوكاس سيمونز مؤلف كتاب "تغيير لعبة الغذاء"، وإيكارت ورتز مؤلف كتاب "النفط مقابل الغذاء". كما يتحدث حافظ غانم كبير باحثي السياسات الغذائية في معهد بروكينغز، وروب بيلي مدير الدراسات في تشاتهام هاوس، إلى جانب رؤساء عشر منظمات إقليمية ودولية، وعدد من قادة الشركات العربية العاملة في مجال الزراعة وإنتاج الغذاء. وتوقع صعب أن يحضر المؤتمر 750 مندوباً من 54 دولة، يمثلون 170 مؤسسة من القطاعين العام والخاص والمنظمات الإقليمية والدولية والمجتمع العلمي والهيئات المدنية ووسائل الإعلام. ويشارك في المؤتمر 40 طالباً من جميع أنحاء المنطقة العربية، في إطار مبادرة "قادة المستقبل البيئيين" التي يرعاها المنتدى.
ويذكر أن مجلس أمناء المنتدى العربي للبيئة والتنمية، الذي يرأسه دولة الدكتور عدنان بدران، يعقد اجتماعه السنوي في عمّان في اليوم الذي يسبق افتتاح المؤتمر. ويحضر الاجتماع أعضاء المجلس من جميع أنحاء العالم العربي.
وأعلن المنتدى عن تعيين معالي الدكتور نبيل الشريف، الوزير الأسبق للإعلام، ناطقاً باسم المؤتمر واجتماع مجلس الأمناء. وقال الشريف إن 60 وسيلة إعلامية عربية وأجنبية قدمت أوراق اعتماد لتغطية أعمال المؤتمر، "وهذا دليل على الأهمية التي توليها للتقرير الذي سيعلنه والمناقشات الرفيعة المستوى التي تتخلله".