قبل ثلاثين عاماً، كانت النساء الفقيرات في البرازيل يكسبن المال مقابل بيع "حليب الأم الطبيعي" لغير أبنائهن، ما يجعل أبناءهن عرضة لسوء التغذية.
لكن الوضع بدأ يتغير، والفضل يعود جزئياً إلى الكيميائي البرازيلي جوا ألميدا، الذي طور «شبكة بنوك حليب الأم" في بلاده وفأصبحت تجربة رائدة بدأت تدرسها جامعات في العالم، كما خفضت نسبة وفيات الأطفال الحديثي الولادة في البرازيل بنحو الثلثين.
"البرازيل دولة رائدة في ما يخص تطوير فكرة بنوك الحليب»، تقول طبيبة الأطفال في جامعة ميشيغن ليزا هامر خلال زيارتها مقر الشبكة في ريو دي جانيرو الأسبوع الماضي برفقة عدد من الباحثين الأميركيين.
وإذا كانت فكرة وهب الحليب غير مطروحة أو شائعة في دول العالم، فالوضع مختلف تماماً في البرازيل. وتعمل بنوك الحليب بالزخم ذاته الذي تعمل فيه بنوك الدم، حيث يتم فحص الحليب وحفظه لتغذية الأطفال الحديثي الولادة أو الذين يولدون مبكراً في المستشفيات.
عندما تكون الأمهات غير قادرات على إرضاع أطفالهن، بسبب المرض أو تعاطي المخدرات أو أي سبب آخر، يهرع البنك لتلبية حاجات الأطفال الرضع. وقامت الشبكة في العام الماضي بجمع الحليب من 150 ألف سيدة لتغذية 155 ألف طفل.
لم يكن هذا المشروع في بادئ الأمر سهلاً بالنسبة إلى ألميدا. ويعود إليه الفضل في تحويله من عمل تجاري إلى فكرة إنسانية رائدة. كما جعل الكثير من الأمهات يعدن عن فكرة بيع حليبهن لغير أبنائهن، من خلال نشر التوعية حول أهمية حليب الأم الذي يحتوي على مواد مضادة للميكروبات والالتهابات، تساعد على الوقاية من أمراض كثيرة يتعرض لها الأطفال الرضع، بما فيها الإسهال.
وساهمت شبكة بنوك الحليب في البرازيل في تخفيض نسبة وفيات الأطفال الرضع من 63 وفاة لكل ألف طفل عام 1985 إلى 19 عام 2013.