يحتفل عمدة لندن بوريس جونسون وسكان العاصمة البريطانية الأسبوع المقبل بمرور أربع سنوات على إطلاق مشروعه لتأجير الدراجات الهوائية في وسط لندن برعاية مصرف باركليز.
وقال جونسون: «حسب تجربتي، لا توجد وسيلة أعظم للاستمتاع بلندن مثل الركوب على عجلتين".
وتنتهي رعاية باركليز لدراجات لندن السنة المقبلة، ويفترض أن تحدد الرعاية المقبلة في مناقصة، وسيكون على مؤسسة الراعية دفع ما لا يقل عن 7.5 مليون جنيه استرليني (12,6 مليون دولار) سنوياً على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وكان عمدة لندن أعلن سابقا عن مخطط لتحسين السلامة على ممرات الدراجات الهوائية في لندن، وافتتح في شرق لندن ممرات على الطريق السريعة أكثر أماناً بعد الحوادث القاتلة التي راح ضحيتها عشرات الأشخاص. وكشف عن مخطط جديد لممرات السلامة، وسيجري تحديثها وفصلها عن المركبات العامة باستخدام حواف الأرصفة الخرسانية أو شرائط ذات لون متميز، إضافة إلى تركيب إشارات مرور تعطي أصحاب الدراجات الأولوية في التحرك في خمسة تقاطعات رئيسية.
ولكن هناك مخاوف متعلقة بسلامة المستخدمين، إذ يرى منتقدو المشروع أن لندن غير مؤهلة لتكون مرتعا لسائقي الدراجات الهوائية، نظرا لضيق شوارعها وشدة ازدحامها. وتساق في هذا المجال إحصائيات تفيد بأنه في عام 2005 قتل 20 راكب دراجة وجرح 338، وفي العام الماضي قتل 14 وجرح 253. وهذا الأمر يزعج من يرى أن الدراجة الهوائية وسيلة نقل غير آمنة في مدينة مزدحمة مثل لندن، خصوصا أنه لم يطبق بعد قانون وضع الخوذة على الرأس.
وذكرت دراسة نشرتها نشرة المجلة الطبية البريطانية أن مشروع استئجار الدراجات الذي يطلق عليه اسم «دراجات بوريس» نسبة إلى عمدة لندن بدأ في إظهار أثر إيجابي على صحة المستخدمين. وقالت الدراسة إن الفوائد التي حققتها للرجال تفوق ما حققته للنساء، واستفادت منها أيضاً الفئات العمرية من 45 سنة فأكثر، الذين يحتاجون إلى نشاط بدني أكثر. وشجعت الدراسة كبار السن على الانضمام إلى المشروع.
وكان عمدة لندن اعتبر ان المشروع بأنه «نقطة تحول في حياة اللندنيين»، مشيرا إلى أن هدفه هو «تحويل شوارع لندن لاستعمال حافلات النقل العام الحمراء وسيارات الأجرة السوداء والدراجات الهوائية»، كما أنه يطمح إلى جعل لندن «أفضل مدينة للدراجات الهوائية في العالم".
ويتوجب على مستعمل الخدمة دفع ثلاثة جنيهات كثمن المفتاح (الجنيه يعادل 1,7 دولار)، ثم دفع جنيه واحد لقاء 24 ساعة من الاستعمال، وخمسة جنيهات لقاء استعمال الدراجة على مدى سبعة أيام، و45 جنيهاً لقاء الاشتراك السنوي. أما إذا أردت استخدام الدراجة لمدة 30 دقيقة فالخدمة مجانية، وكل ما تحتاجه هو دفع مبلغ جنيه واحد للتسجيل.
ويحصل كل منتسب تلقائياً على بوليصة تأمين خاصة به طوال فترة استخدامه الدراجة، من دون إجراء أي عملية تسجيل إضافية. وهناك أزرار إنذار في حال تعرضت الدراجة لأي عطل أو مشكلة ميكانيكية، يكفي المستخدم أن يضغط على الزر لإنذار المسؤولين وإحاطتهم بالمشكلة.
ولعل أهم ما في المشروع أن هناك أكثر من 400 موقف في أماكن مختلفة من العاصمة، وكلها قريبة من محطات القطارات ومترو الأنفاق، والعبرة في ذلك تأمين الخدمة لمستخدمي وسائل النقل العام ليستطيعوا إكمال رحلتهم إلى العمل أو أي وجهة أخرى في المدينة بواسطة الدراجة. وليس من الضروري إرجاع الدراجة إلى الموقف الذي استؤجرت منه، بل يكفي تركها في أي موقف آخر. وبمجرد إدخال الدراجة بوضعها الصحيح، تقفل الماكينة العجلات ولا يعود بإمكان المستخدم أو غيره تحريرها إلا بعد الدفع من جديد. وتوجد عند كل نقطة تأجير خريطة للطرقات التي ينصح بأن يسلكها مستخدم الدراجة، وأغلبها طرقات فرعية لتحاشي الطرقات الرئيسية المزدحمة.
ويعطى كل مستخدم 15 دقيقة إضافية مجانية عند انتهاء مدة التأجير، تحسبا لأن يكون الموقف مكتمل العدد. وهناك خط ساخن يساعد الأشخاص الذين يجدون صعوبة في استعمال الخدمة، كما يوجد أشخاص يقدمون النصائح والمعلومات عن طريقة استعمال الدراجة وطريقة ركوبها، فضلاً عن تأمين الخرائط لكل مستخدم وتزويد الدراجة بسلة لوضع المقتنيات الخاصة. (الشرق الأوسط)