تأخذ ناطحات السحاب والمباني الشاهقة مكان الأشجار في المدن الكبرى، وربما دورها في تنظيف الهواء وتنقيته. هذا على الأقل ما سيفعله برجا فينيكس اللذان يبلغ ارتفاع كل منهما كيلومتراً واحداً، إذ سيكون بمقدور البرجين لدى الانتهاء من بنائهما سنة 2018 تنظيف الهواء في مدينة لوهان عاصمة مقاطعة هوبي في وسط الصين. هكذا سيصبح برجا فينيكس، إلى جانب كونهما الأعلى في العالم، أكثر الأبراج الصديقة للبيئة. ويُعدّ البرجان بمثابة مصفاة لتنقية الهواء والماء في المنطقة المحيطة بهما. وفي هذا الصدد، قال مدير شركة «شيت وودز» البريطانية المشاركة في عملية البناء، لوري شيتوود، إن «هذا المشروع ليس مجرد مخطط هندسي، بل مخطط بيئي أيضاَ، من أجل المحافظة على البحيرات في المنطقة".
ويبدو أن تصميم هذين البرجين قد استوحي من الطبيعة، إذ سيتم بناء «مدخنة حرارية» في وسط البرج الأعلى، تعمل بالطاقة الشمسية، لتكون بمثابة مصفاة لسحب وتنقية الهواء من البحيرات واستخدامه في تبريد المبنيين، ثم إطلاقه مرّة أخرى في الجو بعد تنقيته.
كذلك، استوحي التصميم الخارجي للمبنيين العملاقين من الازدواجية في الثقافة الصينية، الحديثة منها والقديمة، ومن رمز طائر الفينيق الصيني التقليدي الذي يطلق عليه اسم «فنغ» أو "هوانغ" ويستخدم عادة للدلالة على الملوك.
إلى ذلك، سيتضمن البرج الأكبر حجماً أطول مشكال تقوده توربينات الرياح. (والمشكال هو عبارة عن أنبوب مرايا يحتوي على الخرز الملون والحصى وغيرها من أنواع الأشكال الملونة الصغيرة، التي ستعكس أضواءها على المرايا).
ومن المتوقع، أن يتميز البرجان بمساحات خضراء واسعة، مثل السطوح التي تمتص التلوث لتصفية الهواء في المدينة، فضلاً عن التكنولوجيا لتهوئة وتصفية المياه. وستستخدم المداخن الحرارية والحدائق المعلقة في الهواء وغيرها لإعادة تدوير النفايات، فضلاً عن إنتاج البرجين ما يكفي من الطاقة لتلبية احتياجاتهما الخاصة وربما بعض احتياجات المنطقة المحيطة بهما.