يحقق العلماء في ما قد تكون أقدم حرب تم رصدها حتى الآن، تعود إلى 13 ألف سنة خلت، ويعتقد الباحثون أنها اندلعت في الصحراء الأفريقية.
ويقوم باحثون فرنسيون بالتعاون مع المتحف البريطاني الوطني، بفحص عشرات الهياكل العظمية، التي يبدو أن أصحابها قتلوا في حرب استخدمت فيها السهام البدائية.
ويقول الباحثون أن الهياكل العظمية التي وجدت في جبل سحابة في الضفة الشرقية لنهر النيل في شمال السودان، تعود لأشخاص "كانوا ضحايا أقدم صراع مسلح على نطاق واسع عرفته البشرية يتم رصده حتى الآن".
ويعتقد العلماء أن الفترة الزمنية التي جرت فيها هذه الحرب «عرفت بالمنافسة الشديدة بين القبائل والشعوب على الموارد الطبيعية، فهذه الحرب على ما يبدو كانت وقعت في موسم جفاف قاس تعرضت له المنطقة".
ويعرض بعض هذه الهياكل العظمية في معرض ينظمه المتحف البريطاني جرى افتتاحه رسمياً الثلثاء، يضم آثاراً تعود إلى مصر القديمة. ويسعى المتحف اليوم، بالتعاون مع خبراء فرنسيين، للذهاب إلى أبعد من دراسة سطحية للهياكل العظمية، متعمقين أكثر في جنس أصحابها والأمراض التي كانوا أصيبوا بها، بالإضافة إلى نوع غذائهم وأعمارهم عند الوفاة. وتشير الدراسة الحديثة إلى أن الهجمات التي تعرض هؤلاء القدماء لها كانت طويلة، واستمرت بضع سنين او أكثر.
وكانت الهياكل العظمية اكتشفت خلال عملية تنقيب مولتها منظمة اليونيسكو للكشف على مواقع أثرية كانت توشك أن تغمر بالمياه جراء سد أسوان العالي. ويقول الخبير في المتحف دانيال أنطوان إن «الهياكل العظمية تعتبر ذات قيمة عالية، ليس لأنها تؤكد فقط حتمية اكتشاف أقدم حرب بل لأن مقبرة جبل سحابة هي الأقدم التي اكتشفت حتى الآن في وادي النيل".