إليان حدّاد (الحياة، بيروت)
بعد سنوات طويلة من الجهود المستمرّة، توصّلت أخيراً الدولة اللبنانية ممثلة بوزارة البيئة وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبلدية صيدا، إلى إزالة جبل النفايات الموجود منذ أكثر من 30 سنة في هذه المدينة الجنوبية، ووصل ارتفاعه إلى 58 متراً وأصبح يحتوي على مليون ونصف مليون متر مكعب من النفايات ويمتد على مساحة 60 ألف متر مربع، لتحويله إلى حديقة عامة.
بعد سنة على بدء مشروع إعادة تأهيل المكب، أنشئ مطمر صحي وفقاً لمواصفات بيئية عالمية. ويستكمل المشروع وفق خطة العمل والجدول الزمني الأساسي، ومن المفترض أن ينتهي في 31 كانون الأول (ديسمبر) 2015، بعد إزالة ما تبقى من نفايات من تحت البحر والتغليف النهائي للخلايا الثلاث التي تتضمّن شبكة تجميع الغازات ومعالجتها، على أن يفكك المطمر بعد 10 سنوات وينفد الغاز منه.
وقال إدغار شهاب مساعد الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن المشروع يراعي المعايير البيئية لأن النفايات فُرزت بين عضوية وغير عضوية وأُرسلت إلى مختبر أقيم في المكان لتحليل ما إذا كانت قابلة للردم أو أنها تبقى في المطمر الصحي مكان جبل النفايات. أما الردميات فستبنى عليها الحديقة التي تبلغ مساحتها 33 ألف متر، وستبلغ بعد 8 سنوات 100 ألف متر عندما ينتهي الغاز من التفكك.
أما عضو الهيئة البيئية في بلدية صيدا محمد البابا فقال إن «المكب الذي كان يتلقى أكثر من 300 طن من النفايات في اليوم، يحتوي على الردميات والنفايات المنزلية القابلة للتحلّل. وما جعل الدولة اللبنانية تتحرّك هو عشوائية هذا المكبّ الذي ازدادت أخطاره البيئية على الثروة المائية وعلى سكّان صيدا وجوارها، إضافة إلى منظره الذي يشوّه المدينة والروائح الكريهة المنبعثة والحرائق المتكررة الناتجة منه». ووفقاً لدراسة أجرتها وزارة البيئة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، صُنّف مكبّ صيدا من أخطر المكبات بين 670 في لبنان، وتصدّر اللائحة بتسجيله 47.49 على 55 في مقاس حساسية الأخطار. كما أن تلوّث المياه يجبر السكان على شراء المياه ما يزيد الأعباء الاقتصادية.
وأضاف: «أما كلفة المشروع فتبلغ 25 مليون دولار أميركي، وستموّله الدولة اللبنانية التي ستقدّم 20 مليون دولار من موازنتها، وخمسة ملايين ستقدّمها مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية».
يُذكر أن المملكة العربية السعودية قدّمت 20 مليون دولار لإقامة سد إسمنتي حول المكب قبل بدء إزالة النفايات منه.
وصممت الحديقة العامة بما يسمح بالتمتع بمنظر الشاطئ. وسيكون المكان مفتوحاً لاستقبال الزوار وسيتضمن صالة ومسرحاً لاستضافة حفلات متنوّعة ومجّانية إذ إن الأرض ملك وزارة النقل اللبنانية.
أما عن بقية المكبّات العشوائية، فأشار البابا إلى أن هناك مشاريع ومقترحات كثيرة، منها إزالة مكب الناعمة ومكب طرابلس.