في مدينة مالانغ الإندونيسية التي تضم 800 ألف نسمة، خمس عيادات مسماة «نفايات لضمان الاستشفاء» أسّسها جمال البن سعيد. وأتاح هذا الشاب البالغ 24 سنة للأشخاص الأشد فقراً بالحصول على عناية طبية في بلد يعيش نصف سكانه بأقل من دولارين في اليوم ويفتقر في شكل كبير إلى الطواقم الطبية المدربة.
وعلى السكان الراغبين في تلقي العلاج في أي من هذه العيادات جلب نفايات مرة أسبوعياً يوم السبت. كما عليهم جمع نفايات بقيمة 10 آلاف روبية (83 سنت دولار) شهرياً للاستفادة من هذا النظام الذي يتيح الحصول على استشارتين في الشهر.
ويوضح البن سعيد أن القيمة السوقية للنفايات تختلف باختلاف أنواعها، فبالإمكان تحويل النفايات العضوية إلى أسمدة وبيعها للمزارعين، في حين تشتري شركات مواد أخرى مثل البلاستيك أو المعادن وتعالجها ثم تبيعها.
وبالإضافة إلى الحصول على هذه العلاجات الطبية، كان لهذه المبادرة آثار إيجابية على البيئة، فقد بدأ أشخاص كثر جمع النفايات من شوارع مالانغ التي تواجه كغيرها من المدن مشاكل تتعلق بالنظافة في هذا البلد ذي النمو السكاني الكبير.
وكان البن سعيد قرر في 2010 إنشاء أول عيادة من هذا النوع بعدما تلقى نبأ وفاة ابنة أحد جامعي النفايات جراء إصابتها بالإسهال وعدم امتلاك عائلتها المال لدفع تكاليف علاجها. لكن الأموال اللازمة لبدء المشروع لم تتوافر سوى في 2013. واليوم، يدير البن سعيد خمس عيادات طبية يقول إنها تحقق نجاحاً.
وغالبية المرضى الذين يتقاضون ما بين 500 ألف ومليون روبية شهرياً (42 إلى 84 دولاراً)، يجدون صعوبة في تلقي العلاج المناسب إذا لم تسمح لهم العيادة بتلقي العناية الطبية اللازمة مقابل النفايات التي يجلبونها.
وبعد مالانغ، يسعى البن سعيد إلى تطوير مشروعه ليشمل فتح عيادات في ثلاث مدن أخرى في إندونيسيا.