أمام انتشار القمامة وروائحها الكريهة في مناطق عدة في تونس، وتحول حدائق ومحميات إلى مكبات عشوائية للنفايات، في ظل تراخي أجهزة النظافة وعجز السلطات عن ايجاد حلول، قرر مواطنون تنظيف مدنهم بأنفسهم.
بدأت هذه الحملات مطلع كانون الثاني (يناير) 2014 في مدينة المتلوي في ولاية قفصة، حيث عمد المتطوعون الى وضع براميل في الشوارع لتكون مكبات للنفايات. وفي مدينة الرديف المجاورة، قام شاب عاطل عن العمل يدعى ميلود الطبابي بجمع تبرعات من السكان مول بها حملة تنظيف في شوارع المدينة وساحاتها التي شوهتها القمامة. ونالت مبادرة هذا الشاب اعجاب السكان، فأطلقت حملات مماثلة في مختلف مناطق المدينة. وتحفل مواقع التواصل الاجتماعي بالاشادة بهذا النوع من المبادرات الفردية، وانتشرت فيها عبارات تدعو الى "ثورة النظافة".
في تونس 12 الف عامل نظافة يتبعون إدارياً وزارة الداخلية. وقبل الثورة، كان هؤلاء العمال محرومين من عقود عمل، ويتقاضون أجوراً زهيدة، و"مع ذلك كانت تونس نظيفة"، كما يقول البعض معبرين عن استيائهم من عمال التنظيف الذين شكلوا نقابات بعد الثورة.
وكثرت في الآونة الأخيرة على صفحات الفيسبوك صور selfie مع أكوام النفايات في مناطق تونسية مختلفة.