لبنى الخطيب (الحياة)
حلم أصبح واقعاً عاشه 137 شاباً وشابة من مدينة عدن في اليمن، تداعوا لرحلة داخلية نظمت لاستكشاف أغوار هضبة عدن التاريخية التي تضم معالم أثرية. وذلك بتنظيم من «عدن أجين» التي تضم نخبة من الشباب العدني الذي يهوى التجديد وإعادة الروح إلى المدينة التي طاولها العبث والتهميش، عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك.
يقول المشرف على الرحلة مازن شريف: «كان هدفنا من الرحلة التعرف إلى النصف الآخر من مدينتنا عدن. ولمست السعادة والدهشة على وجوه المشاركين على رغم التعب من صعود هضبة عدن التي ترتفع 240 متراً. أما من استطاع الوصول إلى القلعة «التركية» في أعلى قمة جبل شمسان فشعر بالفرحة الأكبر". وأضاف: «سعد جميع المشاركين ومن تابعوا عبر فايسبوك ما نشره المشاركون من الصور التوثيقية لطبيعة عدن وجمالها، ما دفعنا إلى تنظيم مسابقة تصويت لأجمل صورة، بالإضافة إلى الصورة المميزة للرحلة وهي كلمة «عدن» طُرِّزت بأجسادنا البشرية بمشاركة 100 عدني وعدنية، ورافقتنا بعثة الهلال الأحمر اليمني تحسباً لأي طارئ».
ومن المشاركين رأفت شرف هائل المذيع في قناة عدن الفضائية الذي قال: «تمنّيت حصول الرحلة لمعرفة أسرار هضبة عدن، ومنها «كهوف البومس» التي نحتها أجدادنا بأشكال هندسية بنظام الغرفة والعمود، باستخدام الخلطة السحرية لـ «البومس» التي تميّزوا بها، والتي تُمزج بالماء وقد استخدمت لبناء الصهاريج، وعدد من معالم عدن وبيوتها القديمة. هذه الخلطة تضاهي الخلطة التي ركبها الرومان في تماسك البناء». وأضاف: «يجاور كهوف البومس «برج الصمت» أو «مهلكة الفرس» وهو جزء من تاريخ المدينة الذي شهد على تعايش أهلها في نسيج اجتماعي جيّد وتقبلهم الآخر أجناساً وأعراقاً وديانات مختلفة. فقد بنى الفرس معتنقو الديانة الزرادشتية في هذا المكان المرتفع «برج الصمت» ليتخلصوا من جثث أمواتهم بوضعها في صوان خاص في الهواء الطلق لتنهشها الطيور وتتحلل وتجري في مجرى خاص داخل البرج. وهذا المعلم هو آخر ما تبقى من آثار معتنقي الزرادشتية في شبه الجزيرة العربية، لكنه تعرض للتشويه والهدم ممن لا يعرفون القيمة التاريخية لعدن، وبنوا مساكنهم العشوائية من صفيح وخشب على الهضبة وأحدثوا تلوثاً بصرياً وبيئياً للمكان الذي نطل منه على أحياء عدن العتيقة وقلعتها الشامخة «صيره».