أظهرت دراسة ألمانية أن التعرض للإشعاع الكهرمغناطيسي يؤثر على أنظمة التوجيه البيولوجية لدى الطيور المهاجرة.
فللمرة الأولى، بيَّن علماء بيولوجيا في جامعة أولدنبورغ أن طيور أبو الحناء تفقد بوصلتها المغناطيسية عند تعرضها لتشويش كهرمغناطيسي على مستويات أدنى كثيراً من الحد المأمون الذي حددته منظمة الصحة العالمية.
النتائج التي اقتصرت على التشويش الكهرمغناطيسي الذي تولده أجهزة إلكترونية كالراديو والهاتف الخليوي، والذي يصل مدى تردده إلى 5 ميغاهرتز (وليس خطوط الكهرباء أو الأبراج الخليوية)، نُشرت في العدد الجديد من مجلة "نيتشر". وخلصت الدراسة الى أن "تأثيرات هذه الحقول الكهرمغناطيسية الضعيفة لا يستهان بها، فهي تعطل وظيفة نظام تحسسي كامل لدى حيوان فقاري أعلى معافى". والطيور المهاجرة تستخدم الحقل المغناطيسي للأرض لتحديد مسار هجرتها.
وضعت طيور أبو الحناء في أقفاص داخل أكواخ خشبية تحت الأرض، وتمت تغطيتها بألواح ألومنيوم تحجب الترددات الكهرمغناطيسية الخارجية. وعندما أدخل تشويش كهرمغناطيسي الى الأكواخ، فقدت الطيور فوراً قدرتها على التوجه المغناطيسي.
وقد كررت عدة أجيال من الطلاب والأساتذة هذه الاختبارات في حرم جامعة أولدنبورغ خلال سبع سنوات.
وشدد فريق الباحثين على أن النتائج يجب تشكل سبباً "للقلق من الآثار المحتملة على البشر". واعتبر أن إشعاع الهاتف المحمول والأجهزة الإلكترونية والكهربائية الأخرى تشكل خطراً على صحة الإنسان ومن شأنها تقوية "الإنحياز التأكيدي" الذي يدفع الإنسان للقيام باختيارات خاطئة يمليها عليه الدماغ، أثناء القيادة مثلاً أو أثناء اتخاذ قرار تحت ضغط الوقت.