يفتتح في متحف التاريخ الطبيعي في لندن المعرض الرابع والخمسون لمسابقة صور الحياة البرية. ويضم المعرض هذه السنة مجموعة مختارة من أجمل الصور الملتقطة حول العالم، جرى انتقاؤها من بين 45 ألف صورة شارك بها مصورون هواة ومحترفون من 95 بلداً.
وتنقسم المسابقة إلى 16 فئة تشمل، على سبيل المثال، الحيوانات في محيطها الطبيعي، أفضل بورتريه يعكس شخصية الحيوان، السلوك، النباتات والفطور، تحت الماء، حيوانات الحواضر، بيئات الأرض، الأبيض والأسود، الرؤى الإبداعية، الصور الصحفية للحياة البرية. وإلى جانب هذه الفئات، هناك جوائز تشجيعية للمصورين الصغار الذين يقل عمرهم عن 17 سنة، وكذلك لأفضل مشارك بمجموعة من اللقطات المميزة.
من بين الصور المرشحة للفوز بهذه المسابقة، اختارت مجلة "البيئة والتنمية" هذه اللقطات الآسرة التي تشهد على غنى الطبيعة وجمالها، وتعكس في الوقت ذاته مرونتها وهشاشتها.
حارس البيت الزجاجي، واين جونز
على القاع الرملي قبالة سواحل مابيني في الفليبين، صادف المصور الأوسترالي واين جونز سمكة "قزم قوبيون" صفراء تحرس بيتها. هذه السمكة الضئيلة التي لا يزيد طولها عن 4 سنتمترات اختارت قارورة زجاجية مهملة كعش تضع فيه الأنثى بيوضها على عدة دفعات، فيما يتولى الذكر مهمة حراسة فوهة القارورة.
رحلة جوية، سو فوربس
يمضي طائر "الأطيش أحمر القدمين" معظم وقته محلقاً فوق البحر، ويتمتع هذا الطائر ببصر ثاقب يعينه على اختيار اللحظة المناسبة للانقضاض على الفرائس كالحبار والأسماك الطائرة. المصورة البريطانية سو فوربس نجحت أيضاً في اختيار اللحظة المناسبة لتصوير هذه المعركة الجوية المائية التي حدثت بالقرب من إحدى جزر سيشيل في المحيط الهندي.
أرض النمور، إيمانويل روندو
في غابة نائية تقع على جبال الهملايا في وسط بوتان، التقط المصور الفرنسي إيمانويل روندو هذه الصورة لنمر بنغالي يهرول عبر المسالك التي تخترق المنتزهات الوطنية في البلاد. وتُستخدم هذه المسالك كمعابر رئيسية للحفاظ على السلالات المهددة بالانقراض، لكنها لا تشكل عقبة تذكر أمام التحطيب والصيد غير الشرعي.
باحث عن الحب، توني وو
سافر المصور الأميركي توني وو إلى جزيرة سادو النائية في اليابان لتصوير سمكة "اللبروسية الآسيوية غنمية الرأس". وتستفيد هذه السمكة من رأسها الضخم ذي الألوان الباهرة وشفتيها البارزتين في اجتذاب الإناث وتهديد المنافسين، إلا أن ذلك لا يحميها من مخاطر الانقراض بسبب الصيد المفرط. وتفقس جميع هذه الأسماك إناثاً، ثم يتحول عدد منها فتصبح ذكوراً عندما يبلغ طولها نحو متر واحد.
غابة على شجرة، أنطونيو فيرنانديز
في غابة فانال ضمن أرخبيل ماديرا البرتغالي، التقط المصور الإسباني أنطونيو فيرنانديز هذه الصورة لفرع شجرة ضخمة اتخذته السراخس موطناً لها. وكغابة تنمو ضمن غابة، استغلت سراخس "قدم الأرنب" أغصان الأشجار لتنمو فوقها كما تفعل باقي النباتات الهوائية. وتحصل النباتات الهوائية على الماء والمغذيات من الهواء والمطر وبقايا النباتات، كما تعتمد على النبات المضيف في التشبث والارتكاز.
الريادي، كريستيان وابل
يصل طول يرقة اليراعة إلى نحو 8 سنتمترات، وينبعث عنها توهج مستمر تطلقه أربعة أعضاء تتوضع عند الذيل. وتقضي اليراعات معظم حياتها في طور اليرقة، وهي تتغذى على الرخويات والقواقع، حتى أنها تتفوق على الحلزونات الإفريقية الغازية التي تكبرها حجماً. والتوهج هو نتيجة تفاعل كيميائي تستخدمه اليرقات في خداع الحيوانات المفترسة لتظن أن طعمها غير مستساغ، فيما توظفه اليراعات البالغة في التودد بهدف التزاوج.
الحياة بين القمامة، غريغ ليكور
لم تتمكن سمكة الضفدع هذه من التخفي جيداً وسط النفايات الملقاة في البحر. وتعيش أسماك الضفدع عادة بين الأعشاب البحرية ضمن الشعاب الغنية بالأنواع الحية في أرخبيل راجا أمبات الإندونيسي، لكن التيارات تجرف هذه الأسماك بعيداً كما تفعل مع النفايات التي ترمى في المحيطات، وتجمعها في مناطق محددة. وتعد أسماك الضفدع ماهرة في التمويه ونصب الكمائن، يساعدها في ذلك لونها الأسمر وزعانفها المخططة التي تشبه المخالب.
صخب قطط الصخور، تيرتيوس غاوس
عندما أطلت كوبرا أنغوليا برأسها في مواجهة اثنين من جراء قطط الصخور (الميركات) سارعت باقي القطط للدفاع عنها. فانقسمت إلى مجموعتين، الأولى سارعت إلى سحب الجراء بعيداً، بينما قامت الثانية برفع ذيولها في الهواء والصراخ عالياً لإخافة الكوبرا. هذه المواجهة الصاخبة التي حدثت على جبل براندبيرج في ناميبيا استمرت لنحو عشر دقائق، ثم انتهت بانسحاب الأفعى المهاجمة وعودتها إلى جحرها خالية الوفاض.
جمال بسيط، ثيو بوسبوم
ضمن بركة في منطقة المد والجزر، تشكلت هذه اللوحة الجميلة من الأعشاب البحرية المتشابكة التي تحتضن بيوض الأسماك وأكياس الهواء على خلفية من حبيبات الرمل البيضاء. وتتماوج هذه الأعشاب على صخور الشاطئ في جزيرة لويس الأسكتلندية حيث تساعدها أكياس الهواء في الطفو على سطح الماء لتتمكن من التقاط أشعة الشمس وإجراء التركيب الضوئي.
قطة لطيفة، إسحاق بريتوريوس
هذه اللبوة الجميلة تنتمي إلى مجموعة صغيرة، تضم أسدين وخمس لبوات وخمسة أشبال، تستوطن منتزه جنوب لوانغوا الوطني في ناميبيا. وكان المصور الجنوب إفريقي إسحاق بريتوريوس أمضى الليل مراقباً المجموعة خلال صيدها لجاموس بري. وفي الصباح، نجح في التقاط صورة لهذه اللبوة وهي تروي عطشها بعد عشاء دسم.